يسير تائهاً بين أزقة المدينة..
ولا ينعطف إلى شوارعها الكبيرة خشية أن يراه أحد المارة أو السيارات..
رجل معروف في التجارة.. والبيع والشراء..
فقدَ كلَّ ما يملك.. لمضاربته في الأسهم..
فتاهَ بعقله وجسده.. لعله يجد مخرجاً مما هو فيه..
وصل بيته.. تلقته زوجته بابتسامة راضية..
وعين تكاد أن ترى فيها دموعها.. تبرق مضيئة للخروج من مآقيها..
قالت له أنت في صحة طيبة..
وليس عليك دين..
وما خسرته هو مالك.. الذي أعطاك الله أياه..
تخيل لو كنت مديوناً.. أو مصاباً.. ماذا كنا نفعل؟..
الحمد لله كررها.. واستغفر الله.. واستمتع بما أنت فيه..
قبَّل رأسها.. توضأ.. وصلى.. ونام ليلته..
استيقظ في صباحه ليباشر عمله الذي هجره بعد أن أحب الأسهم..
رأي في انتظاره رجلاً.. يكاد أن يعرفه..
قال الرجل: أنت لك عندي هذا المبلغ.. منذ أكثر من عقد من الزمن..
وليس عندك سند استلام.. بارك الله فيك.. وشكر لك جميلك..
عليك بالسند فإني مستعجل لألحق جماعتي في السفر..
لم يصدق عينيه.. ولم يستوعب ما سمع..
وذهب يبحث في الأوراق القديمة والمستندات العتيقة ليرى ما له عند غيره..
وجد بعضاً منها مبالغاً متواضعة..
ومبلغاً كبيراً له أكثر من سنتين..
قام بزيارة المدين.. وسأله المبلغ لحاجته..
فعلم منه أنه لا يملكه.. واعتذر بشدة على ذلك..
عاد إلى بيته.. وأخبر زوجته بما كان من الأول.. ومن كان من الآخر..
قالت: لقد أعطاك الله بأسرع مما توقعت.. فاذهب إلى صاحبك وأخبره بأنك سامحته..
فعلَ ذلك..
وعادت الأسهم للارتفاع..
وعاد إلى ما انتهى منه..
ولا حول ولا قوة إلا بالله..
0