المقالات

“حَجَّة” المدرسة بياعة الحبحبوه

عندما عشنا تاريخ الزمن الجميل؛ وكنا طلابًا على كراسي الدراسة؛ كانت حقائبنا المدرسية تحمل في داخلها.. ما تنوء به العصبة أولي القوة؛ من الكتب والمواد العلمية والأدبية، والدفاتر التي كنا نضعها في داخل هذه الكتب؛ وفق كل مادة.. نسرع لنلحق بالطابور الصباحي قبل أن يرعبنا جرس بدء الحصص وإيقافنا لدى غرفة المدير أو الوكيل.. وكي لا يقع علينا مزاولة الأعمال الشاقة؛ من تنظيف فناء المدرسة أو نحوة؛ كعقابٍ على تاخرنا.
كنا نستشعر لذة النجاح عقب الجد والاجتهاد والحرص على متابعة المنهج الدراسي؛ ناهيك عن كون المعلمين في ذلك الوقت بحجم أستاذ الجامعة؛ ثقافة وعلمُا وأداءً؛ تشعرنا “الصرفة” بانتهاء يومٍ دراسي مليء بالدروس ومتطلبات الواجبات .. كي نتسابق للشراء من “حجة” المدرسة وهي البائعة الأفريقية التي تفترش رصيف المدرسة بجوار بوابتها التي يقف أمامها “الحارس” بعصاته التي تنهال على ظهور الطلاب لتنظيم مرحلة الخروج.
“الحبحبوه”، و”الكرنبو بالحمر”، والبطاطس إلى جانب بعض المأكولات والأطعمة التي يتم إعدادها مسبقًا؛ من المنتجات الغذائية على شاكلة “Light food” حاليًا؛ ولا تحلو إلا مع مشروب التوت من “الترموس” الأحمر؛ إلى حين عودتنا إلى منازلنا وغالبيتنا سيرًا على الأقدام.. فالسيارة لا يمتطيها إلا الطبقة الغنية؛ ومن لديه سيارة يركب فيها مجموعة من أبناء الجيران وأولاد الحارة.
وفي ختام العام الدراسي نلبس أثيابنا الجديدة؛ والبعض الآخر من الطلاب يلبس البنطلون، و”التي شيرت” لأننا لن نعاقب على عدم لبس الثوب كزي رسمي للدراسة؛ وذلك لأنه يوم التتويج واستلام شهادات النجاح التي تحبس عندها الأنفاس.
وختامًا شكري الجزيل لـ “حجّة” المدرسة بياعة الحبحبوه؛ التي تعلمنا منها كيف تكون البساطة في أبها صورها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button