لا يُشكل الإرهاب رعبًا وخطرًا وقلقًا للدولة وللمواطنين فقط، بقدر ما يشكله من تلك الصفات السيئة على الإرهابي نفسه، فالإرهابي منذ ارتكابه جريمته بحق الوطن والمواطن والقيادة، وهو يعيش القلق والرعب الذي خلقه لنفسه..
الإرهابي عبدالله بن زايد عبد الرحمن البكري الشهري المطلوب أمنيًا منذ سبع سنوات، والذي تمَّ رصده من قبل أمن الدولة بحي السامر بجدة مساء الأربعاء الماضي ١٢ محرم ١٤٤٤هجرية، وبعد الرصد بدأت إجراءات القبض عليه، ففجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه !!!
لكم أن تتخيلوا كيف كان يعيش ذلك الإرهابي ويمارس حياته اليومية، وينام لمدة سبع سنوات، وهو يرتدي حزامًا ناسفًا !!!
إنها حياة البؤساء ومعيشة الضنك والقلق والاضطراب، فقد قام هو شخصيًا بتعذيب جسده ونفسه خلال تلك السنوات السبع، قبل أن ينفذ التفجير كنتيجة حتمية لإنهاء حياته بهذا المشهد المأساوي، الذي تنفر منه الإنسانية فضلًا عن الدين الإسلامي الذي يحرم قتل النفس، هذا الإرهابي المنتحر أدرك بأنه لا مكان للخونة بين المواطنين الشرفاء، فكان ذلك منهجه وبرنامجه الذي اختاره منذ ارتكاب الجريمة، وحتى تنفيذ الانتحار ..
هناك فئة من الإرهابيين المُغرر بهم، لم يواصلوا طريق السوء والمهالك وإنما سلموا أنفسهم للسلطات السعودية، بعد أن شعروا بفداحة الخطأ الذي ارتكبوه بحق الوطن، فاستقبلتهم السلطات بالترحاب وطلبت لهم العفو من ولاة الأمر، وتم ذلك بعد أن تابوا وخضعوا لبرنامج الإصلاح الذي أنار لهم الطريق بعد الزيغ والضلال..
ولذلك نتمنى ونقول لعل بقية المطلوبين أمنيًا يعودون إلى رشدهم، ويتقون الله في أنفسهم وأسرهم وفي الوطن والمواطنين، ويستثمرون عفو الدولة لمن يسلم نفسه طواعية، بدلًا عن سلوك ذلك النهج التعذيبي الذي نهجه الإرهابي عبدالله الشهري، وبقى عليه لمدة سبع سنوات، وهو يعيش في الظلمات، وفي كوابيس الشياطين التي تطارده كلما تحرك وكلما غفا لينام، وفي الآخر قتل نفسه بنفسه، فبئست الحياة التعيسة التي يختارها الإرهابي لنفسه، وكأنه مخلوق من جماد لا عقل يفكر ولا قلب يرحم، فكانت تلك نهايته المحتومة، قال تعالى: ( ….. وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ..
0