بانكوك – أمّ وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإسلامية الشيخ عواد بن سبتي العنزي المصلين في خطبة الجمعة بمسجد المركز الإسلامي في العاصمة بانكوك أكبر معلم إسلامي فيمملكة تايلند، ضمن برنامج زيارته الرسمية لرعاية الحفل الختامي لمسابقة القرآن الكبرى التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية في مملكة تايلند بالتعاون مع مكتب شيخ الإسلام والمجلس المركزي االإسلامي بمشاركة أكثر من 3000 الآف متسابق ومتسابقة على المستوى الوطني.
واستهل فضيلته خطبة الجمعة بالوصية بتقوى الله عزوجل والحذر من المعاصي والموبقات، كما خصصها لشرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ” قل آمنت بالله ، ثم استقم ” مؤكداً أن الإيمان والاستقامة على الخير هو غاية وهدف رئيس لكل مسلم به تتضح له معالم الطريق إلى ربّه حتى يظفر بالسعادة في الدنيا والآخرة.
ونوه ” العنزي ” إلى حرص الصحابة رضي الله عنهم على الخير والتسابق فيه حينما جاء الصحابي الجليل سفيان بن عبدالله رضي الله عنه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتهز الفرصة ليسأله عن هذا الشأن الجليل ، فجاءته الإجابة من مشكاة النبوة لتثلج صدره ، بأوضح عبارة ، وأوجز لفظ : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم )
وبين الشيخ عواد العنزي أن هذا الحديث على قلة ألفاظه ، يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله : ( قل آمنت بالله ) ، فهذا هو العنصر الذي يغير من سلوك الشخص وأهدافه وتطلعاته ، وبه يحيا القلب ويولد ولادة جديدة تهيئه لتقبل أحكام الله وتشريعاته ، ويقذف الله في روحه من أنوار هدايته ، فيعيش آمنا مطمئنا ، مستشهداً بقول الله تعالى : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } .
وأستطرد فضيلته يقول وإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق ، ويواصل المسير ، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه ، مشيراً إلى أن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح ، فلا إيمان بلا عمل ، كما أنه لا ثمرة بلا شجر ، ولهذا جاء في الحديث : ( ثم استقم ) فرتّب الاستقامة على الإيمان ، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق.
وخلص وكيل وزارة الشؤون الإسلامية في خطبته إلى إن حقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات وأتباع الهوى، بل يجب أن يكون مستمسكا بحبل الله الكتاب والسنة المطهرة وأن يحذر من الشبهات والشهوات والجماعات المنحرفة التي ابتعدت عن منهج الاستقامة على الدين .
وفي ختام الخطبة تم ترجمتها باللغة التايلندية لعموم المصلين الذين اكتضت بهم جنبات المسجد الذي يعد من أبرز المعالم الإسلامية في العاصمة بانكوك ويقصده الآف المسلمين في المحافل والمناسبات والأعياد .