كانت إحدى طالبات الجامعة ومن عائلة ميسورة الحال، وتتمتع بالرفاهية والدلال، ولها من الأخوة والأخوات من يشاركونها الحياة بكل ما فيها، لم يكن ينقصها شيء يستحق الذكر بل إن حالها كان يُعدّ الأفضل بين قريناتها بالمجتمع،
وبمرور الوقت دفعها الفضول لإنشاء حسابٍ خاص للتواصل عبر إحدى قنوات التواصل الاجتماعي .. وكان هذا هو المدخل للعقل الذي مازال يجمع شتاته ويبحث عن هويته، بدأوا يدسون برأسها بعض الأفكار التي لا تمت للواقع بصلة من أنها (منبوذة – مستضعفة – مغلوب على أمرها- مهضومٌ حقها وأن كونها فتاة فستظل تابعًا مهمًا علت وبلغت، وما إلى ذلك من أفكار وقناعاتٍ هم أنفسهم يعلمون أنها مغلوطة)..
***
-بدأ التحريض بتفاصيل كثيرة من كيفية التنقل والاحتياج المادي، الفترة الزمنية، التصرفات، الأقوال، الملابس، وحتى طريقة التنقل وادعاءات الباطل.
⁃ سافرت وكانت قد حرضت معاها 3 فتيات.
⁃ استقبلوها باحتفال المنتصر.
⁃ بعد أشهرٍ من أكاذيب وأحلامٍ مزيفة.
⁃ دعاها الحنين للأسرة، لأخوتها، للانتماء.
⁃ تكاسلت فلم تدرس ولم تعمل.
⁃ فتهاوت عليها صدمات الواقع المرير، وكان لا بد من المواجهة (أما العمل بما تعلمت ودرست لسداد كافة ما تم قيده من أولى دقائق وجودها على هذه الأرض، أو العمل بما لا ترضاه النفس البشرية مهما بلغت من سوء لتكون مصدرًا للكسب وسداد الديون).
⁃ وما أن فكرت في العودة وتوقفت عن الهجوم المصطنع على دينها ودولتها ومجتمعها والأكاذيب الملفقة؛ حتى واجهت الحقيقة المرة بالتهديد والوعيد حفاظًا على سمعة اللجوء والاستيطان.. وإلا فمصيرها (التصفية) والأمثلة كثيرة.
***
بمقاييس الحياة (لا يوجد شيء بلا مقابل) وحرفيًا أقول والجميع يعيها إن العطاء الوحيد الذي لا ينتظر أي مقابل هو عطاء (الوالدين) من بعد رحمات المولى جل في عُلاه..
ومن هذا المنطق أُشدد على تبادل المصالح لاستنارة العقول التي إن أظلمت فتركت بابًا مفتوحًا على مصرعيه ليدخل منه كل أداةٍ تمتد، وتزرع الأفكار العقيمة به لتلوث مبادئه وتدعوه للتمرد المقنع (تحت شعار حماية الحريات ومناصرة مالا وجود له سوى في العقول المريضة، والهدف واضح لا سمو فيه ولا براءة..بل استنزاف مبطن)
***
فيا من تدّعون مناصرة الأقليات
أين أنتم من مناصرة الشعوب التي تعاني المجاعات؟
أين أنتم من مناصرة الشعوب التي دمرتها الحروب؟
أين أنتم من احتواء المرضى والضعفاء؟
أين هو وجودكم لمن خُلق بمكانٍ لم يكن من اختياره وجبرته الظروف على مواجهة الخوف – الجوع – القهر- العنصريه- الجهل أو حتى البطالة؟
***
كل محرومٍ من النعم سيقدرها ويحافظ عليها لذا فالضعفاء أولى بالمساندة..
أكرموا من يستحق الإكرام، إلا أن الواقع شيءٌ آخر فمن لا يستطيع تحمل الديون فكيف له بالسداد يومًا؟!
ومن هنا تنكشف الستار (عن النوايا العقيمة، والسعي الهدّام)
***
إن حللنا مفهوم اللجوء بشكلٍ مبسط (هو مجرد دعم مدفوع التكاليف لفئةٍ من الناس لهم نهجٌ لم يجدوا له مناصراً في دولتهم)، إلا أن هذا الدعم لن يدوم طويلًا؛ فهناك زمن محدد لتنعم قليلاً ثم تتعلم لغتهم فتحترف عملًا معينًا ثم تدخل مضمار سباق الحياة، وتبقى مدينًا بسداد ما تم تسهيله لك…وإلا فتهلك.
***
بناتنا وشبابنا الأفاضل (قِفوا أمام أنفسكم بصدق وواجهوا عقولكم بمنتهى الصراحة) واطرحوا سؤالًا ( لماذا أنا من قامو بمد يد العون له)
هل حقاً يرأفون لحالي؟!
فتياتي الجميلات (هناك ملكات جمالٍ بالعالم أكمل، أيها المتميزون هناك من هم أكثر تميزًا وذكاءً، أيها المنفتحون هناك من لا مبدأ له فلم ضياع الوقت مع من يحملون المبادئ…) حقًا محزن بل ومقزز أن يستخدمها الآخرون من أجل أغراضهم الدنيئة.
***
فاتركوا وقاطعوا واضربوا بعرض الحائط كل منظمة أو برامج تواصل أو نقطة لقاءٍ إلكتروني (هدفها زعزعتكم والنيل من أرضكم ومبادئكم ودينكم)
هم مجرد آلات يحركها آخرون؛ ليخترقوا عقولهم ويدمروا مبادئكم كي يبقى الفرد وحيدًا، ويسهل التحكم به وتوجيهه لصالحهم (فسواءً بقيت أو فُنيت أنت مجرد أداة ليستحوذوا على كل الموارد ويبقى أمثالكم لهم عبيدًا)
***
وقفة وعيٍ ومحاسبةٌ طفيفةٌ جداً للذات
⁃ ماذا قدم لنا أهلنا لنكافئهم بالعقوق؟
⁃ ماذا قدم لنا الوطن لنكافئه بالطغيان؟
⁃ ماذا قدم لنا المجتمع لنكافئه بالتمرد؟
***
وأعود وأكرر
لِمَ لَمْ يتم تبني من هم حقًا بحاجة للانتماء.. للاحتضان.. للحماية.. للعلم.. للدعم.
قيادتنا وكل من له قدرة للعون والتقنين (قننوا الانفتاح المطلق) رجاءً.