رحل عن دنيانا يوم (السبت) ٢٠ محرم ١٤٤٤هـ، في إحدى مستشفيات أمريكا، عبد المقصود خوجة صاحب (الإثنينية) الأشهر في السعودية.
هنا شهادة الطيب صالح في حق الراحل أثناء تكريم الإثنينية له في عام 1992 حين قال:
“تحت هذه السماء الجميلة الرحيمة، وفي هذه الدار الجميلة المتحضرة، والتي من الواضح أنها بنيت بذوق رفيع، وفي هذا الطقس الذي لم أعرف مثله لا في الشرق ولا في الغرب في اعتداله، وإن كنت أحب ألّا يزداد عليّ الهمّ بكل هذا الثناء الذي كِيل لي، يقول الناس دائمًا: إن فلانًا أُغرق بالثناء أنتم قتلتوني قتلًا، أنا قتلت هذا المساء قتلًا متحضرًا طبعًا قتلًا مليئًا بالحب !
أشكر معالي الشيخ عبد المقصود خوجة على أنه ظن أن شخصي الضعيف يستحق كل هذا الاهتمام،
وأشكره أيضًا حقيقة لما سمعت عنه من احتفاء بأهل الأدب والفكر والثقافة.
وأنا كما قال البحتري في قصيدته السينية للإشراف طُرّا أطرب للشرف والشرف ليس المقصود به الحسب والنسب، ولكن (النُبل)، ويطربني الرجل القادر وأظن الشيخ عبد المقصود ربنا أعطاه من فضله، وأرجو أن يزيده لأن هذه الدار مكلفة.
وكون رجلًا مثله يجد من وقته وطاقته أن يعتني بأهل الفكر والأدب ق في العالم العربي هذا شيء جميل حقيقة، لأن المفكر والأديب والشاعر في العالم العربي بالذات مخلوق في غاية الأمر ضعيف مهما قيل عنه وإلى حد كبير تكفيه الكلمة الطيبة؛ فهنا أكثر من كلمة طيبة.
وأنا أحس في هذا الجو بمحبة شديدة لكل ما قيل عني، وأنا لال أستحقه، وأنا حين أقول: إني لا أستحقه صدقوني أنا أعني ذلك لأنه ليس تواضعًا مزيفًا..هو إحساس”.
الإثنينية كرمت على مدى 32 عامًا عددًا كبيرًا من كبار الأدباء والمثقفين والفنانين والمبدعين والصحفيين في العالم العربي، تجاوز عددهم الـ 500 اسم، منهم العراقيان محمد مهدي الجواهري، وعبدالوهاب البياتي، والمصريان فاروق شوشة وفاروق جويدة، والبحريني قاسم حداد، والسوري عمر أبوريشة، والشاعرة السودانية روضة الحاج والفيلسوف زكي نجيب محمود، والناقد التونسي عبدالسلام المسدي، ومن أشهر الصحفيين العرب محمود السعدني، وأنيس منصور، وملحم كرم، وعماد الدين أديب، وجهاد الخازن فضلًا عن تكريم الشيخ أبو الحسن الندوي من الهند ، والشيخ أحمد ديدات من جنوب أفريقيا،إضافة لعشرات الأدباء والشعراء والكتاب السعوديين.
رحم الله عبدالمقصود خوجه مُكْرّم العلم ومقدّر الأدباء، والذي رفض أي تكريم له.