المقالات

إثنينية #عبدالمقصود_خوجة والأدب والتاريخ

توفي قبل أيام الأديب والمثقف ورجل الأعمال الشيخ عبد المقصود خوجة في الولايات المتحدة الأمريكية، و وري جثمانه أمس الأربعاء بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة.
رحل هذا الرجل، وقد ترك إرثًا عظيمًا ليس من المال والثراء المادي فقط، ولكن عن طريق الأدب والثقافة؛ حيث إنه استخدم جزءًا من هذا المال في رعاية الثقافة والأدب، والعلم والعلماء.
لقد استمرت إثنينية عبد المقصود خوجة ما يقارب من ٤٠ عامًا في رعاية الأدب والشعر والإبداع، وأصبحت علامة مميزة في مدينة جده يقصدها العديد من الأدباء والمثقفين والعلماء للاستفادة، والاطلاع على كوكبة من المكرمين وصلت إلى أكثر من ٥٠٠ أديب ومفكر وعالم.
كانت إثنينية عبد المقصود خوجة مفتوحة للجميع من طالب الجامعة حتى مدير الجامعة، كانت تمتلئ بالمثقفين والأدباء والمبدعين من شتى الأطياف والأشكال وجميع طبقات المجتمع.
كانت بمثابة نادي أدبي ثقافي خاص يشبه صالون العقاد أو ساقية الصاوي في مصر، ولكن بشكل أوسع وأفضل.
عبد المقصود خوجة هو ابن الأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود الذي يُعتبر من روَّاد النهضة الأدبية في المنطقه الغربية أسوة بجيل العمالقة أمثال محمد حسين عواد، حمزة شحاتة، عزيز ضياء، محمد حسن فقي، حسين عرب، محمد حسين زيدان وآخرين كانو يشكلون طلائع النهضة الأدبية في منطقة الحجاز في أوائل القرن الماضي.
استثمر عبد المقصود خوجة جزءًا من ثروته، والتي جمعها عن طريق العقار في رعاية وتطوير الثقافة والأدب والتاريخ السعودي؛ ليترك علامة مميزة لم يهتم بها أي رجل أعمال آخر في عصره مما جعله يحظى بحب واهتمام ولاة الأمر، وكذلك حب واهتمام محبي وعشاق الأدب والثقافة في الداخل والخارج.
لقد بلغت نتاج إثنينية عبد المقصود خوجة أكثر من ١٨٠ مجلدًا في شتى العلوم والأدب، تعتبر من أكبر الموسوعات، وتضم في داخلها الكثير من العلوم والتاريخ والأدب عبر أكثر من نصف قرن من التطور والأحداث.
وأخيرًا… نتمنى من وزارة الثقافة الموقرة وأمانة مدينة جدة أن تتبنى معلمًا أو متحفًا يخلد اسم هذا الرجل الذي عاش وكان علامة فارقة في تاريخ الأدب والثقافة السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى