المقالات

هنا مكة

لم أكن أعلم أن الغياب سيطول عليك، وأن المسافات ستبعدنا عنك، مكة يا من تهوى إليها القلوب، وتركن إليها النفوس قد جئتك طوعًا ولهفة بعد أن فرقتنا الأيام التي جعلت العالم في قطيعة.

مثل كل محب ومشتاق كنت أحسب الأيام؛ حتى تعود إلى سابق عهدها حيث الحشود المليونية تلبي لبيك اللهم لبيك.

وصلت مكة فوجدتها كما هي محبة تجود بكرمها على ضيوفها، تعاتبني على الغياب، وتسألني عن حالي وحال أهلي في العراق.
لم أملك الجواب الذي يطيب خاطرها وخاطري؛ فكلنا يعلم أن العراق يمضي نحو الانحدار.
دعوت الله مثل ملايين المسلمين أن يحفظ بلدي العراق، وأن يبعد عنها السراق، ولكن يبدو أن مشيئة الله تمضي بنا نحو طريق آخر لا نعرف إلى أين يصل ومتى ينتهي؟!!

البلد أصبح يقاد بأيادٍ مجهولة، والفوضى تضرب الجميع؛ وكأننا يوم الحشر الكل لا يعلم إلى أين يمضي!!
للمرة الأولى بعد تسعة عشر عامًا من التغيير لا أشعر بالأمان، وأخشى على بلدي من الضياع؛ فالكل يتدخل في حكم بلد مسلوب الإرادة منهوب الثروات؛ فكيف لا والعراق الكبير يحكمه الصغار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى