يعد كيسنجر من أبرز منظري الغرب على مدى عقود مضت ولحد الآن.
تولى منصب وزارة الخارجية الأمريكية من عام ١٩٧٣ إلى عام ١٩٧٧.
عمل في عدة مراكز إستراتيجية وبحثية أمريكية، وكان يقدم المشورة إلى معظم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.
هو من رواد الفكر الإستراتيجي الأمريكي البارزين.
وهو صاحب فكرة التقارب مع الصين.
وصاحب فكرة العداء للروس.
من إنجازاته الفكرية البحثية تقديم دراسة ضخمة عن كيفية تطور مراحل النظام الدولي منذ معاهدة وستفاليا إلى نظام القطبية الثنائية.
في لقاء أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” مع هنري كيسنجر للحديث حول التطورات العالمية الحالية.
قال كيسنجر: إن العالم على شفا حرب عالمية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكل من الصين وروسيا، وأن هذه الحرب لا يمكن التكهن بمسارها أو نتائجها أو مداها.
أعتقد حديث كيسنجر يدخل في مجال التوقع الإستراتيجي بسبب الحرب (الروسية – الأوكرانية) من جهة وقضية تايوان من جهة أخرى والقضيتان مرتبطتان بالصراع ما بين أمريكا وروسيا والصين.
يعتقد كيسنجر أن بعد دخول روسيا الحرب ضد أوكرانيا يجب ضم هذه الأخيرة إلى حلف شمال الأطلسي (حلف الناتو)، وأن يكون وضعها شبيهًا بوضع فلندا.
إن هذه الحرب العالمية القادمة التى تنبأ بها المفكر الإستراتيجي الأمريكي ستكون حربًا كارثية على العالم؛ لأنها ستكون حربًا بوجود أسلحة نووية وصواريخ مدمرة عابرة للقارات أي أنها حرب سوف تستخدم كل ما وصل له العالم في مجال تكنولوجيا التدمير والحرب الشاملة، وسوف يكون كل العالم ساحة لهذه الحرب، ولا يوجد حياد فيها؛ فكل دول العالم ستكون تحت نيرانها العسكرية وتبعاتها الاقتصادية.
العالم العربي حتمًا سيقع تحت تأثيراتها بحكم موقعه الجغرافي؛ ولوجود قواعد عسكرية للأطراف المتحاربة فيها، ووجود الاحتياط العالمي للنفط والغاز.
لذا على الدول العربية اتباع سياسة حيادية حكيمة وعدم الانحياز إلى أي طرف من أطراف النزاع؛ لتجنيب شعوبها ويلات الحرب وآثارها الاقتصادية قدر الإمكان.
*باحث في الشأن السياسي