المقالات

أستاذ المدرسة

أيامنا القديمة يُعتبر المُدرس مُربّياً ومُعلماً ويتفوق في عمله على الأب أحياناً..

يُقبل منه كل توجيه ونصيحة.. حتى عقاب الطالب لا يُعْترض أو يعاتب عليه فذاك من ضمن صلاحياته التي منحها له التقليدوالعرف  وهو مكان المسؤولية والثقة..

لا يكون المدرس استاذاً بسهولة فهو يرى ويسمع ويعايش واقع المجتمع ويعرف قيمة اللقب الذي يحمله .. ويعتبر من أعلاالدخول في الزمن الماضي من غيره.. وهم يقولون عنه ( استاذ)

ينطبق هذا على المديرين الاساتذة في الشركات أو ما يطلق عليه المدربون( العاملون) وما إلى ذلك..

إن ما أذكره عن اساتذتي في الإبتدائية أي قبل أكثر من سبعة عقود كنت أطبقه في عملي الحالي لذا فإن طلبة الإبتدائية إذاوضعوا في المكان الصحيح فإنهم يحفظون المبادىء العامة للإدارة بتفوق..

إن استاذي في الإبتدائية يرحمه الله يُخصص وقتاً للإستماع إلينا ويحضر معه كيس من الحلوى نفرح بها كثيراً..

كان يعتبرنا رجالاً فيتحدث بلغة الرجال ويتفهم، ويساعد، ويشجع ويدفع بأحلامنا إلى الأعلا وتخيلاتنا إلى أننا سنجد أكثرمما نتصور..

لقد كان مُعلمينا قدوة في المدرسة، والشارع، والمجتمع، والمسجد..

في كل مكان لهم هيبة واحترام ليس منّا فقط بل حتى من آبائنا وأعمامنا وأخوالنا..

لم أسمع يوماً كلمة .. أنا أستاذك..

كانوا يرحمهم الله ينقلون الأحداث في جدة كل يوم ..

فلان توفى.. غداً عرس في الحارة.. فلان رزقه الله بمولود.. فاكهة جديدة نزلت السوق

وهكذا كل الأحداث نعرفها وبطريقة جميلة سواءاً في الفرح أو في الترح والتجاوب الإنساني والتعبير الذي يكون فيه حتى إنيلأظنه ولده أو أحد أقاربه وربما ابتسامة فرح أو دمعة حزن..

لقد كانوا يثنون علينا .. ويشيدون بالأداء الموفق..

إنهم أساتذة نحمل لهم  الدعاء والثناء فقد كانت صراحتهم مطلقة في الخطأ والصواب

وقسمات وجههم في التعبير تُغني عن الكلمة والتبرير..

هل تعلم أن هذه هي الإدارة الحقة للموظفين في مؤسستك وشركتك ..

إقرأ وستعلم ذلك..

أحمد حسن فتيحي

رجل أعمال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى