إيوان مكة

“مَهَا” رُوحِي فِدَاهَا

نَفَحَتْ كَرِيحٍ أَشْتَهِي أَنْسَامَهَا
رُوحِي فِدَاهَا كَيْفَ لِي أَنْسَى مَهَا

فَلَكَمْ حَظِيتُ بِدِفْئِهَا وَوَفَائِهَا
بِي كَمْ تُبَالِي لَاعَدِمْتُ دِعَامَهَا

سَمْحَاءُ بِنْتُ أَمَاجِدٍ وَأَجَاوِدٍ
أَنَّى لِشَمْسٍ أَنْ تُدَانِي هَامَهَا

يَصْفُو لَعَمْرِي الْعَيْشُ فِي أَكْنَافِهَا
هِيَ زَهْرَةُ الدُّنْيَا وَكُنْتُ كِمَامَهَا

لِلْمَجْدِ وَالْإِطْرَاءِ وَالتَّقْدِيرِ قَدْ
حَازَتْ فَمَنْ ذَا قَدْ يَطُولُ سَنَامَهَا

قَدْ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ أَحْلَامِي بِهَا
يَوْمَ الْتَقَيْنَا وَامْتَلَكْتُ زِمَامَهَا

دُنْيَايَ لَا تَحْلُو سِوَى بِوُجُودِهَا
نِعْمَ الْعَشَيرَةُ لَا تُحِسُّ جَهَامَهَا

حُمِدَتْ شَمَائِلُهَا وَطَابَتْ رُوحُهَا
وَإِذَا شَذَتْ تَنْسَى الْرِّيَاضُ خُزَامَهَا

قَدْ نِلْتُ مِنْ أَرْحَامِهَا ذُرِّيَّةً
هُمْ كَالْبُدُورِ إِذَا رَأَيْتَ تَمَامَهَا

قَدَرِي وَمَكْتُوبِي وَزِينَةُ قِسْمَتِي
بِنْتُ الْقَصِيمِ فَمَا أَعَزَّ مَقَامَهَا

تَاللَّهِ عَنِّي حِينَ أَشْكُو غَصَّةً
تُجِلِي الْخُطُوبَ ضِخَامَهَا وَعِظَامَهَا

لَبِسَتْ مِنَ الْأَخْلَاقِ بُرْدَةَ عِفَّةٍ
نَجْدِيَّةٌ زَانَ الْحَيَاءُ قِوَامَهَا

يَاقُوتَةٌ مِنْ آلِ وَائِلَ شَيْخَةٌ
يَا كَمْ وَرَبِّي شَرَّفَتْ أَقْوَامَهَا

الْغَيْظَ تَكْظِمُ بِالسَّمَاحَةِ وَالنَّدَى
الْعَهْدَ تَحْفَظُ لَا تَخُونُ ذِمَامَهَا

حُبِّي لَهَا مُتَجَذِّرٌ مُتَطَوِّرٌ
حُبِّي لِقَاحَاتٌ تُزِيلُ سَقَامَهَا

لِي نَبْضَةٌ مَفْتُونَةُ فِي لِينِهَا
لَا سَامَحَ الرَّحْمَنُ مَنْ قَدْ لَامَهَا

أَيْنَ الرَّوَاسِي مِنْ مَهَا وشُمُوخِهَا
يَا أَيْنَ أَقْمَارُ السََّمَاءِ أَمَامَهَا

مَمْدُوحَةُ الْأَخْلَاقِ فَائِضَةُ النَّدَى
مَهْمَا وَصَفْتُ فَلَنْ أَعُدَّ قَسَامَهَا

هِيَ أُمُّ أَوْلَادٍ غَلَبْتُ بِدَعْمِهِمْ
هَمَّ الْحَيَاةِ فَمَا خَشِيتُ حِمَامَهَا

اللُّهُ يَحْفَظُهُمْ وَيَحْفَظُ أُمَّهُمْ
وَيَقِيهُمُ فِتَنَ الدُّنَى وَضِرَامَهَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى