المقالات

نموذج يحتذى لذوي الهمم !

الشاب عبد الله اليوسف ولادة أمريكا عاش بها ثلاث سنوات بمدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا عندما كان والده الدكتور يوسف اليوسف مبتعثا للدراسة يعيش مع أسرته في مكة المكرم وابن الكاتبة الإعلامية مريم خضر الزهراني لم يكن ابنهم معاقا في بداية حياته كان طفلا عاديا حسب السيرة الذاتية المسموعة عن هذا الشاب الذي بعد عودته إلى أرض الوطن دخل المدارس الحكومية حتى أنهى المرحلة المتوسطة كان عمره حينها أربعة عشر ربيعا وفي إجازة إحدى الصيفيات ذهب مع أسرته لحضور أحد المؤتمرات ثم قدر الله له أن يصاب بأزمة ربو شديدة طارئة نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات قسم الطوارئ حيث تم إسعافه حيث تم إسعافه ولكن بطريقة طبية خاطئة مما ضاعف حالته الصحية الطارئة وبفضل الله تم نقله بإخلاء طبي بأمر من الأمير سلطان بن عبد العزيز – يرحمه الله- وتم علاجه في أحد المستشفيات الحكومية في المملكة لمدة ثلاث سنوات إلا أن حالته استدعت اسرته لأن يسافروا به للخارج وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية بمنحة علاج من الملك فهد –يرحمه الله- حيث بقي عاماً يتلقى العلاج اللازم لحالته إلا أن الأمر لم ينته بل تنقل لأكثر من دولة أوروبية وأسيوية وعربية بحثا عن بصيص أمل لعلاجه الذي يعيد الأمور لسابق عهدها قبل أن تصيبه الأزمة ثم عاد للوطن ليواصل دراسته حتى أكمل المرحلة الثانوية وبقي مع أسرته التي ترعاه بعاطفة الأبوة والأمومة .

الشاب عبد الله اليوسف كان لابد أن تبحث أسرته عن وسائل ترفيه ترتبط بالعقل واستنهاض المواهب الكامنة فيه لاسيما وأنه كان رياضيا إذ كون فريقا رياضيا في حارته إلا أن مشواره في هوايته للعب الكرة لم يكتمل بعد أن ظهرت عليه بعض المعوقات التي ألزمته الكرسي المتحرك وحتى تأريخه مما ضاعف من حالته النفسية بظهور علامات اكتئاب جعلته يعتزل المجتمع لشعوره بأنه لا يستطيع تحقيق ما كان يصبو إليه وصلت لدرجة شعوره بالفشل ولكون والدته مثقفة وواعية بالمرحلة التي يعيشها ابنها عبد الله ذي الأربعين ربيعاً اليوم فقد زاد لديها إحساس الأمومة الطاغية مع التفكير السليم لأن تخرج ابنها من العزلة إلى فضاءات أرحب فاختارت له الريشة واللون وبدأ رحلة جديدة تعتبر صعبة بالنسبة لحالته التي تعيقه الإمساك بالريشة والبدء في الرسم ومع كل هذا زاد إصرار والدته لأن يتغلب على حالته بالتكرار والمداومة على الرسم في معظم أوقاته وبالتشجيع والمواصلة حقق جزءاً من حلم الحياة المطمئنة .

الشاب عبد الله اليوسف الرسام التشكيلي أصبح علامة فارقة إيجابية في مشاركاته في معارض الفنون التشكيلية مع الجميع بعد أن شارك في عدد من الورش والمعارض التي أقيمت وتقام في مكة وجدة وبتعاون أسرته معه وتشجيع وسط الفنون التشكيلية وجد ضالته ووجد نفسه منخرطا في هذا الفن التشكيلي من حيث لا يدرك فقد أدركه بريشته في نوع من الفنون التشكيلية ومدرسة هي الأصعب قراءة في هذا المضمار إنه الفن التجريدي الذي قد يعبر عن العقل الباطن عنده وكأنه يقول أنا لا أرسم الواقع بل أعبر عن داخلي بالريشة واللون وعليكم قراءة ما رسمت لكم ولا تسألوني عن تفسير لوحاتي .
هذا الفنان لم يتوقف ولم يتوانى في تنمية موهبته بل بدعم أسرته وتشجيعها له شارك في مناسبات كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر مناسبة اليوم الوطني ويوم التأسيس واليوم العالمي للأم والعديد من المعارض الفنية والمناسبات وقد تم تكريمه بشهادات تقدير وشكر ودروع تكريم والتقط الصور معه الكثير من الفنانين والمشهورين ولقي دعما من الوسط الفني التشكيلي باعتباره ربما الوحيد الذي بحالته يشارك في هذا الفن الذي يعتمد على الريشة واللون لا الكلام والصوت .

والدته تناشد كل أسرة لديها طفل أوشاب من ذوي الهمم بأن يخلقوا منهم أسوياء أقوياء بشحذ ما لديهم من هوايات وهمم عالية من خلال رعايتهم الرعاية الصحيحة التي تجعلهم ينخرطون في صفوف الأسرة ويشعرونهم بأنفسهم من تجربتهم مع ابنهم عبد الله بعد أن دمجوه في المجتمع داخل الأسرة وخارجها وتدعو إلى دعم هذه المواهب وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المسابقات المحلية والخارجية لتمثيل الوطن بما تحقق من رؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – يحفظه الله – الذي قال في إحدى اللقاءات التلفازية : همة الشعب السعودي مثل جبل طويق لن تنكسر …

انعطاف قلم :

منطقة الباحة ” بلاد غامد وزهران “واسطة عقد مصايف المملكة شهدت وتشهد في السنوات الأخيرة عودة كبيرة وواسعة للماضي العريق من خلال إحياء بعض الأسواق الشعبية القديمة المندثرة وإعادة بناء بعض القرى القديمة التي أصبحت أكبر مساهم في التنشيط السياحي طوال العام وفي فترة الصيف بالذات بل وأصبحت شريكا في إقامة الأمسيات الثقافية والفنية وعرض الموروث والتراث الذي تشتهر به المنطقة .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button