من المعلوم لدى الجميع، أن الإضراب عن الطعام يُعتبر (وسيلة من وسائل المقاومة السلمية أو الضغط؛ حيث يمتنع المضربون عن الطعام كعمل من أعمال الاحتجاج السياسي، لإشعار الآخرين بالذنب، وعادةً يصاحب هذا الإضراب غاية لتحديد هدف محدد، أي أنه أسلوب يلجأ إليه المضربون عند استنفاد وسائل التعبير عن الرأي، ومن أجل إخضاع الخصوم على تنفيذ شروط المضربين) ..
هذا هو التعريف الدقيق للإضراب حسب ما ورد في معجم التعريفات ..
ما يهمنا هنا هو فتح باب طرح الأسئلة عن أهمية وضرورة الإضراب عن الطعام؟ وهل هو يتوافق مع حقوق الإنسان؟ وما موقف الشريعة الإسلامية من هذا الإضراب السياسي الذي يحرم على صاحبه ما أحل الله له من الطعام؟!
هذه الأسئلة وغيرها تداعت إلى ذهني، عندما شاهدت صورًا محزنة لمضربين عن الطعام، صورًا مؤلمة تبين ما وصل إليه المضرب من حالة صحية سيئة جراء تجويع نفسه إلى درجة تقترب من حافة الموت، وقد تتم استجابة خصومه لشروطه وقد لا تتم، إذن ما الفائدة من الإقدام على تعذيب النفس بهذه الطريقة القاسية والمؤلمة إذا كانت نتيجتها غير مضمونة؟!
ثم ألا يفكر المضرب قبل إقدامه على الإضراب بأن خصمه في الأساس لا يوجد في نفسه مثقال ذرة من رحمة، ولو كان في قلبه رحمة لما قاده ظلمه وبطشه إلى تعريض ذلك المضرب إلى الإضراب !!!
ومع إدراكي للمغزى السياسي العميق الذي يسعى المضرب إلى تحقيقه، ومدى عدالة شروطه المتعلقة بالحقوق الوطنية، إلا أنني أرى أن النفس لها حقوق خاصة على صاحبها، أكثر أهمية من حقوق المضرب العامة التي يجوع نفسه من أجلها !!
فهو أشبه بمن يستجير من الرمضاء بالنار، وبالتالي ومن خلال إضرابه، فقد يسهل لخصمه تنفيذ هلاكه وموته بنفسه من خلال الإضراب، دون أن يقتله خصمه بالرصاص الحي !!!
وخلاصة ما ذكر، أنا لم أستوعب هذا النوع القاسي من الاحتجاج حتى لو كانت نتائجه إيجابية، فالنفس أغلى ما يملكه الإنسان، والحفاظ عليها من التعذيب والهلاك من أوجب الواجبات الإنسانية، فضلًا عن الشرعية التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف.
كون جميع الادوات التي تساعد على الانتحار ممنوعة او محرمة داخل السجون فالاضراب عن الطعام يكون احد اساليب الانتحار ولا يصل لهذه المرحلة الا من ساءت حالته النفسية نسأل الله السلامة
شكراً أخي خالد على التعليق الصائب ، كفانا الله شر هوى النفس ووساوس الشيطان ، وأعاذنا الله من الظلم والقهر واليأس .