المقالات

إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل (٢-٣)

يذكر كتاب “إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل” أن استمرار الخوف في بيئة العمل يرتب بلا نقاش آثارًا سلبية تمس الموظفين، ويصل مداها إلى المساس في إنجاز الأهداف العُليا للمؤسسة.
من تلك الآثار السلبية المذكورة في الكتاب ومعروفة لدى أغلب الناس، وهي الشعور السلبي تجاه المؤسسة والتفكير في تَرْكِها، والعمل في مؤسسة منافسة، والاستفادة من الخبرات والتدريب والمهارات في مكان آخر كان من الأولى أن تستفيد جهة عمله الأصلية من عملية استثمارها في موظفيها؛ فهي تدفع على التدريب والتعليم المستمر، والورش والتمارين الكثيرة، ولكن بلا تخطيط للاستفادة مما صرف في المستقبل، وعندما يصل الموظف إلى تأهيل متقدم وخبرة كافية ونضج فكري قيادي استراتيجي يتم تطفيشه؛ ليذهب إلى بيئة عمل أخرى، وهو في كامل الجاهزية، وفي قمة العطاء، وبمعنويات عالية في بيئة جديدة عرفت كيف تصطاد المهرة، ووفرت لهم كل السبل، وأعطتهم الرضا الوظيفي والبيئة الإيجابية السعيدة؛ لتأخذ منهم ما يرفع اسم وأسهم وأهداف المؤسسة، وتقدمها وتطورها.

من الآثار السيئة المترتبة على الخوف في بيئة العمل والمذكورة في الكتاب ظهور الأمراض العضوية، وقد تكون مبكرة، وبعضها ليس ظاهرًا وعوارضها غير محسوسة، وفجأة يمتلأ البيت أدوية؛ لتبدأ رحلة جديدة من العلاجات والإجازات، وربما تصل للتقاعد الصحي المبكر في قمة الشباب والعطاء، وبعضهم يكسر الأرقام القياسية الذهاب للمستشفيات في مواعيد كثيرة، ويحصل على الإجازات المرضية، وليست التمارضية مما يؤثر على إنتاجية الموظف طوال العام.

من الآثار السلبية للخوف الشعور السلبي تجاه الذات، من كثرة تحطيم المعنويات وخفضها، وتسميم العلاقات لدرجة تصل أن يفقد الأفراد احترامهم لأنفسهم، ويصابوا بنوبات غضب على زملائهم وأهاليهم وأجواء متوترة في العمل والبيت، وحتى بين الأصدقاء وأمراض نفسية اكتئاب وتوتر وخيبة أمل، وإحباط وجرعات يأس، وكل هذا ينعكس مباشرة على جودة العمل ونوعيته.

في بحثي بشكل أكبر عن الكتاب في عالم الشبكة العنكبوتية للتعمق أكثر ودراسة الموضوع من عدة جوانب، أعجبني مقالًا رائعًا، واستفدت واقتبست منه يرجع للأستاذ المميز عبود بن علي آل زاحم وكان منشورًا في جريدة الجزيرة السعودية بعنوان “دليل عملي للقضاء على الخوف في بيئة العمل”. أنصحكم بقراءته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى