كنتُ بالعاصمة المقدسة مكة المكرمة عصر يوم الجمعة الماضي، وتوقفت عند باب أحد المحلات التجارية؛ لأنزل زوجتى تتبضع منه، ولم تدلف المحل بعد حتى رأيت أحد الأخوة المقيمين يلوح ويُشير لي بيده؛ فنزلت من سيارتي لأتفقد المكان، وأفهم لما هو يُشير حتى لا أكون قد دهست شيئًا، وأنا لا أدري فقال لي: إن العسكري قد صوّرك والتفت، وإذا بأحد رجال المرور قد ركب سيارة المرور متحركًا، ولم أكن لأراه لولا مساعدة ذلك الشخص؛ فأشرت له وأوقفته ففتح نافذة زجاج السيارة، وقال: نعم فقلت له هل صورتني؟ فقال: نعم، وهمّ بالتحرك؛ فقلت له: يا أخي أنا بالسيارة، والسيارة بوضع التشغيل؛ فقاطعني ولم يتركني أكمل، وقال: ألم ترَ اللوحة؟ فقلت: وأي لوحة فأشار إليها وإذا هي لوحة بآخر الرصيف، وقد كتب عليها موقف طولي، وكانت سيارتي تقف لا بالعرض ولا بالطول بل بوضع وسط بينهما وفق ما تيسر من فراغ كما أنني لم ألحظ اللوحة التي تدل على أن الموقف طولي؛ فحاولت أشرح له أنني بالسيارة، ولم أطفئ محركها، ولا مكيفها، وإنما هي ثوانٍ غير أنه لم يلتفت لي، وغادر وإذا بصوت رسالة غير مرحب به على جوالي أن قد صدرت عليك مخالفة بـ(150) ريالًا؛ فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله .
أنا هنا لا أعترض على تطبيق النظام، ولكنني أتذكر أيام كنا نسمع حرّك يا راعي الوانيت لا توقف لا توقف، وحين نتأخر يأتي ويقول: حرّك؛ فنقول: ما عليه دقيقة بس، وهو يقول بسرعة: لو سمحت مبتسمًا ونتبادل الضحك وكانت أيام؛ لنتذكر جميعًا حديث رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “اللهُمَّ مَنْ ولِي من أمْرِ أُمَّتِي شيئًا فَشَقَّ عليهم فاشْقُقْ علَيهِ، ومَنْ ولِيَ من أمرِ أُمَّتِي شيئًا فَرَفَقَ بِهمْ فارْفُقْ بِهِ”. رواه مسلم.
0