المقالات

“غريب” نجمٌ فاز به النصر

لا أحد يستطيع أن ينكر على أي مشجع لنادي الأهلي غضبه من بيع عقد النجم الشاب “عبد الرحمن غريب” لنادي النصر، فهذا النجم الموهوب كان من المفترض أن يكون نواةً لمستقبل الأهلي القادم الذي سيبنى عليه فريق قوي يعود مجددًا في الموسم القادم؛ ليقدم الأهلي الكيان العظيم بتاريخه ونجومه وإنجازاته بالصورة التي تليق به، إلا أن مسلسل الخذلان ما زال مستمرًا من وجهة نظر المشجع الأهلاوية، وكذلك بعض إعلامه، الذين صوروا هذا الانتقال على أنه كارثة لا تغتفر، دون النظر في بعض التفاصيل التي تصب في مصلحة الأهلي، وتناسوا في نفس الوقت أن زمن الاحتراف ورغبة اللاعب هي الفيصل بين البقاء أو الرحيل، فنجوم كُثر حول العالم وصلوا لقناعات تختلف عن قناعات المشجع أو الإعلامي، حين قرروا الرحيل وترك أنديتهم التي أمضوا فيها أجمل أيامهم بعد أن حققوا إنجازات كبيرة وعظيمة، ولعل أهم هؤلاء النجوم على الإطلاق “ليونيل ميسي”، الذي رحل عن “برشلونة” وهو حزين كل الحزن، إلا أنه أيقن أن للاحتراف أحكامه المرتبطة بالمصالح الخاصة والعامة والتي تحكم طرفي التعاقد، واليوم يعيش المشجع المدريدي ذات الشعور الذي عاشه المشجع البرشلوني، حين انتقل “ليونيل ميسي” من برشلونة رغم تفاوت نسبة التأثير، فـ “كاسيميرو” أقل تأثيرًا من “ميسي” لكن المشجع المدريدي شعر بالحزن حين علم بانتقاله، فـ”كاسيميرو” عاش سنوات جميلة مع ناديه السابق “ريال مدريد”، وحقق معهم بطولات كثيرة ومهمة، إلا أنه اختار أن يرحل عن الكيان المدريدي طامعًا في تجربة جديدة، طالما أنظمة الاحتراف تكفل له ذلك.
من هذا المنطلق كان على المشجع الأهلاوي أن يتفهَّم وجهة نظر “عبد الرحمن غريب”، ويقدر رغبته في الرحيل، طالما أنه لا يجد نفسه مفيدًا للنادي الأهلي، وأنه يرى مستقبله في مكان آخر وتجربة احترافية جديدة، ولا يمكن أن يُلام رئيس الأهلي في هذا الأمر حين قرر الجلوس على طاولة التفاوض مع نادي النصر لانتقال “عبد الرحمن غريب”، طالما أن رغبة اللاعب عدم البقاء، فالقرار الحكيم هو الاستفادة المادية من بيع عقده، خاصة وأن مداخيل الأهلي في الموسم القادم ستتقلص بنسبة كبيرة بحكم هبوطه ولعبه في دوري “يلو”، وكذلك لا يمكن أن يُقبل من إعلام الأهلي هذا الهجوم ضد إدارتي الأهلي والنصر في هذا الموضوع تحديدًا، فالأول يبحث عن الاستفادة المالية -بعد أن استنفد كل الحلول لإقناع اللاعب بالاستمرار-، والطرف الآخر يبحث عن الاستفادة الفنية لفريقه، فسوق الانتقالات عرض وطلب، والكل يبحث فيه عن مصلحة ناديه، والتي قد تغيب أحيانًا عن الإعلامي والمشجع؛ لذلك لن يكون “عبد الرحمن غريب” النجم الأول ولا الأخير الذي ينتقل من ناديه باحثًا عن تجربة جديدة.

وقفة: شروق الشمس لا ينتظر النائمين!
دمتم بخير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى