في منظر شد انتباه أنظار المجتمع مؤخراً وفي مدينة خميس مشيط تحديداً وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي ووصل للمسؤول الأول فتم على الفور تكريمه من قبل المحافظ نظير عمله المُشرف والنبيل، إضافة إلى تكريمه من قبل أندية رياضية في مدينته، وقصيدة راقية من شاعر أُعجب من تصرفه المحمود واختصر المشهد بقوله العز مقترن بكل صفاته، إضافة لتكريمه من قبل رجل أعمال مبادر؛ لطفل في واقع الأمر لم يتجاوز العاشرة من عمره يحمل من صفات الرجولة الشيء الكثير في شخصه حاملاً فوق ذراعه النحيل حقيبتي أختيه الصغيرتين وهما تمشيان معه بكل هدوء واطمئنان وسكينة بعد الانصراف من المدرسة وفي اتجاه المنزل وفي وقت يميل الجو فيه لدرجة حرارة غير مناسبة، هذا غير الإرهاق جراء اليوم الدراسي. وهو بهذا المنظر المؤثر والذي التقطته كاميرا جوال والده يحمل رسائل متنوعة صادقة لمن يستشعر جمال هذا المنظر الفريد وعظمته؛ لما فيه من المحبة والأصالة والنخوة والشهامة.
فكأن الطفل بدر الشهراني الطالب في ابتدائية ابن النفيس بخميس مشيط وبكل عفوية وهو يحمل حقيبتي أختيه نورة وسارة يبعث رسائل هامة لجميع أطياف المجتمع فحواها بأن تربية الوالدين الفاضلين هي انعكاس حقيقي ومشاهد لسلوك الأبناء في المسجد والمدرسة والشارع وفي كل مكان، وأن الأُخوة الصادقة تبدأ بل تُنقش منذ الصغر وتستمر حتى الكبر، وأن الأخ هو الأمان والاستقرار والسند لأخواته مهما أدعى الآخرون من دعاوى عصرية كاذبة تُخرج المرأة عموماً من حضن أسرتها الدافئة وترمي بها إلي مهاوي مظلمة، وأن الأُخوة لا تُباع ولا تُشترى في كل الأوقات وبأي حال من الأحوال، وأن المبادئ الإنسانية والقيم الراسخة منشأها الأسرة الصالحة، وأن الأُخوة هي في الحقيقة احترام وتقدير وبذل وعطاء متبادل بين الأخ والأخت دون النظر تماماً لأي مكاسب أو منافع خاصة، وغيرها من المفاهيم الأساسية التي لا حدود لها.
الابن بدر في بعض طفولتك البريئة رجولة قد يعجز عنها الكثير من الذكور في زمننا هذا ولا نقول الرجال .. فالرجل رجل في كل زمان ومكان. الابن بدر أنت ضربت لنا أروع وأجمل الأمثلة من حيث تدرك أو لا تدرك فقد أكدت لنا أن وصال الأُخوة قوي وثابت ووجد ليبقى ويدوم مهما حصل من تفكك أسري مشاهد عند بعض الأسر للأسف، الابن بدر أنت أن برهنت لنا أن الأخ مهما كبر أوصغر فهو سند شامخ لأخواته مهما نادى بعض أصحاب الأهواء الزائفة من أفراد أو منظمات بمقولة أن المرأة بامكانها الاستغناء عن أسرتها والاعتماد على نفسها فقط في مختلف ظروف الحياة. الابن بدر أنت أثبت للجميع بتصرفك الرجولي هذا أنك سبقت عمرك الحقيقي بسنوات عديدة وسوف تستمر بإذن الله تعالى على هذه المبادئ والقيم طالما أن لك أب قدير وأم فاضلة ربوك على جمال الفضيلة والمثل العليا فاستمر في خطاك يابني في الحب الكبير والحرص الدائم والرعاية الحانية على أخواتك وعين الله ترعاك يابدر.