تقوم التجارة على التعامل بين الناس، وتُبنى على أسس متينة من القيم التي تعتمد على الأمانة والنزاهة والإخلاص والصدق، وتسير في ميادين من التنافس الشريف في إطارات من الأنظمة والتشريعات؛ لذا ظل “التاجر” الحصيف من يبني سمعته من خلال سيرته التي يكون فيها الخلائق شهود عيان، ويبقى فيها ذكره عنوانًا رئيسيًا لكل مجال أو محفل أو نشاط اقترن باسمه.
للأسف الشديد فقد يقع بعض التجار في مصائد الاعتزاز بالنفس والاعتماد على نتائج حصدوها في ظروف كانت مهيأة مع دخول البعض منهم في أخطاء ومخالفات قد تتعلق بوسائل جني المال أو طريقة الاستثمار متجاهلًا ما للتجارة من أصول تعتمد على الإدارة المثلى للمال؛ مقترنة بالحفاظ على الثوابت والقيم الإسلامية التي توجه بأن تكون الأمانة نبراسًا يضيء للتاجر كل دروب تجارته، وستظل هي من ينقذه من السقوط أمام العزة المؤقتة التي قد تزول مع أي خسارة جاءت بأسباب سوء تخطيط أو تنفيذ أو حلّت كعاقبة لعدم الالتزام بالصدق والتقيُّد بالعهود والمواثيق..
يجب أن تكون هنالك ثقافة وتوعية مستمرة بأن القيم والمبادئ والأصول والمعاني الإسلامية والتوجيهات الشرعية في مجال التجارة تصنع كل خير، وأن عدم الالتزام بها سيؤول بكل تجارة إلى الكساد؛ لأن ديننا الإسلامي قائم على العدل والإنصاف والمساواة والعون والصدق، وأن يكون لدى رجال الأعمال والمستثمرين والتجار بشتى درجاتهم وعي كامل بأهمية القيم ووجودها كأساس متين قويم لبناء الثقة في أنفس العملاء، وتعزيز العلاقة مع المتعاملين، والمضي بالتجارة إلى الفلاح والنجاح.. والغرف التجارية ووزارة التجارة والهيئات المتخصصة معنية بنشر هذا التثقيف المميز الذي يصنع لدينا مستقبلًا تجاريًا مبهجًا يزهو بخططه، ويتباهى بأهدافه.
1
احسنت وانت خير من يمثل التاجر صاحب القيم