المقالات

إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل (٣)

كتاب إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل ذكر أربعة أنواع من السلوك تؤدي إلى الخوف، وهي أولًا سلوك الغموض في التعامل مع المرؤوسين:
لا يعرف الموظف شو المطلوب منه وشو اللي صاير في العمل وين رايحين وعلى وين راح ترسي الأمور، وكل يوم قرار وقرار وخمسين قرار وفجوة تواصل بين الإدارة العليا والسفلى وتكهنات وشائعات لا تتوقف وأخبار متضاربة وبيئة خصبة للتعليمات الكثيرة والمتغيرة ما تعرف شو الصح ومتى نزلت التعليمات الجديدة وبعدها التعليمات الأخيرة ما كملت أيام ومن كثرة التعليمات والأوامر ضاع الموظف لا يعرف يمينه من يساره وعليه يختار وهو وحظه، وبعض القرارات تحتاج نصوصها وبنودها وموادها لشروحات وتفسيرات وتوضيحات وورش عمل وتوعيات؛ فالموظف المسكين لا يفهم شيئًا وإذا قدر وفهم تأتيه نصوص لها دلالات وتأويلات عدة وأنت واجتهادك يا موظف في التفسير والفهم والتطبيق ويا تصيب أو تخيب وأنت ونصيبك، وهذه بعد مصيبة تجعل الموظف يفسر ويشرح للنصوص وهو غير مختص.

السلوك الثاني هو سلوك الاستفزاز والتعسف والقهر وأسلوب العصا بلا جزرة، وذكر السلبيات وتضخيم الأخطاء البسيطة، ورصد الأخطاء غير العمدية، وعدم التناسب بين الفعل المخالف والجزاء الموقع وأسلوب التعميم بدلًا من التخصيص، واستحضار قصور ومشاكل الموظف في الماضي، وتقليل نجاحاته وإنجازاته في الحاضر وسرق أفكاره ومقترحاته ونسبتها إلى غيره وكلما اقترح، وقدم مشروعًا أو فكرة أو تطويرًا قوبل بالرفض والتهميش والتقليل من المعروض؛ لأنه مقدم من الموظف المبدع والمتميز لأنه مسؤوله يغار منه أو يخاف أن يخطف الأنظار عنه أو تسلط الأضواء عليه ويسحب البساط من المدير؛ لذا يطمس أفكاره وإبداعه وطموحه وقد يتخلص منه بشكل عاجل؛ لأنه المهدد المباشر له حسب اعتقاده وفكره المريض بدلًا من احتوائه والاستفادة منه هو شخصيًا، وكذلك لمؤسسته، والأدهى والأمر أن ترى أفكارك ومقترحاتك ومشاريعك راحت في جيوب الآخرين نسبت اليهم وحصدوا التكريم والجوائز والتقييمات الممتازة والترقيات وأنت محلك سر لا تتقدم ولا تترقى ولا يتعدل وضعك بل تتدهور أمورك وحالتك الوظيفة ليست في أمان.

السلوك الثالث يكون في التوظيف الخاطئ وغير المدروس والاختيار غير الممنهج مما يستقطب للمؤسسة أفرادًا غير مناسبين للمكان وغير مؤهلين أصلًا للوظيفة مما تؤدي إلى صدامات في العمل بين الأكفاء القادرين وبين المحسوبين والمقربين الذين لا يملكون الإمكانيات العلمية ولا الخبرات العملية إلا بند الصداقات والقرابات مما يجعل بيئة العمل تتحول إلى تهديد وتخويف للفاهمين والعالمين من احتلال وظائفهم من فئة أشخاص لا يفقهون إلا القول لا العمل، وقد يكون مصيره معلقًا بتضبيط علاقاته معهم حتى يكون في مأمن وظيفي، ويبعد عنه شبح النقل والتطنيش والتطفيش، وهذا يهدد قيمة مؤسسية عالية، وهي العدالة في التعامل مع الموظفين.

السلوك الرابع يخص الإدارة العليا في اتخاذ قراراتها العشوائية والعاطفية المبطنة بالشخصنة والأهواء مهملة مراحل هامة في القرارات، وهي مراحل دراسة وصناعة القرار مما يجعل القرارات لا تخلو من التخبط ونتائج تعج بالفوضى ومشاكل غير محمودة وآثار سلبية ممتدة ككرة الثلج تزيد ولا تنقص وردود أفعال تسبب صداعًا للمسؤولين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى