دشّن نادي مكة الثقافي الأدبي موسمه الثقافي لهذا العام بأمسية شعرية ثلاثية مساء الأربعاء عبر المنصة الافتراضية (زوم)، شارك فيها الشعراء الثلاثة هم الدكتورة سعاد بنت شرف أبوشال، والأستاذة نورة آل بهيكل الشمراني، والشاعر عائض الثبيتي ، فيما أدار الأمسية الأستاذ مشهور بن محمد مريسي الحارثي.
بدأ مدير الأمسية بمقدمة أكد فيها أن اختيار الشعراء الثلاثة جاء بسبب تجربتهم العميقة والتي شكّلت إضافة للحركة السعرية في المملكة..
حيث قال:”الشعر فن العرب الأول بناء وفن العرب الأول استجابة له واستمتاعًا به خاصة إذا صدر عن صانعي الكلمة الشعرية المؤثرة التي لا يستقل القول فيها عن الاستماع إلى أصحابها …”
طغت على الأمسية القصائد العاطفية ولم تخلُ من القصائد الوطنية، والقصائد التي حملت تجارب شخصية للشعراء المشاركين.
بدأت الأمسية بقصائد للشاعرة الدكتورة سعادة أبوشال أبرزها قصيدة شهيد العشق جاء فيها :
بروحي من يسميني سُعاده
ومن أنا صرت في الدنيا مراده
يساقيني الهوى كأسا بكأس
ويغمرني إذا قلبي استزاده
يغار علي من أنفاس نفسي
وإن لفت على عنقي القلادة
يطوف القلب معتمرا وركني
يقبله، ويرفدني رفادة
ثم ألقت عدة قصائد عن البيعة المباركة واليوم والوطني، ومكة المكرمة، ثم قدمت قصيدة ربى نجد، جاء فيها :
إليكم سلام عاطر من ربى نجد
عليكم يهل الشوق وجدا على وجد
يروح إليكم في الصباح وفي المسا
يقبل أيديكم ويغفو على الخد
يطوف على من كان في القلب ساكنا
ويبلغكم أني أقيم على العهد
ويهديكم مني الوداد مرتلا
يضوع الهوى منه بساتين من ورد
وقدمت المشاركة الثانية في الأمسية الأستاذة الشاعرة نورة الشمراني عدداً من القصائد منها السنداوة جاء فيها :
ما طاب يومًا لي الضجيج وما انتهى
شوقي إلى نجمٍ بسعدِ سعودِ
لاكفّ في نجمي ليدلو دلوهُ
والحبلُ من روحِ التُّقَى عُنقودي
لا تلتمسْ نجمًا إذاما كنت مِن
طينِ الفؤادِ بقبضةِ الأخدودِ
ومن القصائد التي قدّمتها الأستاذة نورة قصيدتا أطلال حقلي، وليلة العز، والتي جاء فيها :
يا رحلة الصمت في طوفان حنجرتي
يا ليلة العز في ديسمبر اكتملي
رحبٌ لنا الكون والأسرارُ تسكنه
والفكر يوقد ضوء الوقت في المقلِ
أما فارس الأمسية الثالث فكان الشاعر عائض الثبيتي الذي قدّم عدة قصائد منها لغة الإشارة جاء فيها :
أمِيْرَةَ سِرْبِها، يا أُخْتَ سارَهْ
رُوَيْدَ سناكِ في سَدْلِ السِّتارَهْ
وجُوْدِي بالبيانِ فَقَدْ تدانَتْ
أمانينا وتاقَتْ للعِبارَهْ
هِلالُكِ لَمْ يَلُحْ للعَيْنِ بَدراً
ورَعْدُكِ لَمْ يَزَلْ صَوْتَ البِشارَهْ
وقدم بعدها قصيدة حملت اسم أريج الزنابق جاء فيها :
لِلْغانِياتِ جَنائِنُ التَّروِيْحِ
ومَراتِعُ الأهْواءِ دُوْنَ قَبِيْحِ
عَهْدِيْ بِهِنَّ إذا طَلَعنَ تَجَلِّياً
نَطَقَ اللّسانُ بِنَكْهَةِ التَّسْبِيْحِ
هُنَّ الحِسانُ على اخْتِلافِ جَواهِرٍ
شَتَّى، وهُنَّ زَنابِقُ التَّلْوِيْحِ
هُنَّ النُّجُوْمُ السَّاهِراتُ كَما تَرَى
عَيْنُ البَصِيْرِ ومَنْطِقُ التَّصرِيْحِ
بعدها فتح مدير الأمسية المجال للمداخلات، حيث قدّم الأستاذ عاصم الزهراني شكره لنادي مكة الثقافي على هذه الأمسية وضيوفها لما قدموه من ثراء شعري أمتع الحاضرين.
ووصف الدكتور جمعان الزهراني الأمسية الشعرية بالباذخة والتي لم يشعر حاضرها بالوقت لجمال قصائد الشعراء وعمقها وتنوعها.
بدوره، قدّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور حامد الربيعي شكره لكل الحاضرين من الأدباء والشعراء والمهتمين بالثقافة، وإثرائها بالمشاركات الهادفة.
وشدد الدكتور الربيعي على أن هذه الأمسية ستكون باكورة جدول حافل بالأمسيات والمحاضرة المتنوعة في مختلف الفنون الأدبية والثقافية، مع التركيز على إشراك العناصر الشابة في هذه المناشط لإثراء الحركة الثقافية في المملكة، وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 في دعم شريحة الشباب والفتيات من الموهبين والمبدعين في فنون الشعر والقصة والكتابة والمسرح والنقد.