قالوا إن كرة القدم لعبة مجنونة؛ وذلك بسبب نتائج المباريات أحيانًا، وأحيانًا أخرى بسبب المفارقات الغريبة التي تحدث، وأحيانًا بسبب حجم الإبداع والفن الذي يصاحبها.
وفي كل الأحوال هي رياضة وتنافس شريف يحملها القلب نحو الميول، ويلجمها العقل بفروسية الأخلاق والآداب التي يحملها الإنسان السوّي.
نشاهد ونقرأ الكثير من عبارات التحدي بين جماهير كرة القدم في كل أنحاء العالم، ونجد بينهم من يراها تنافسًا يلازم وقت المباراة ثم ينتهي، والبعض لا يقف عند هذا الحد فيكسر المبدأ والأخلاق الإنسانية، ويتجاوز للإساءة والشتم وغيرها من الأفعال التي تقلل من مروءة الإنسان وتنزل به للقاع.
نعم نحب أنديتنا وتميل قلوبنا بالعشق وتهيم، ولكن يجب أن نضع الحدود والحواجز لكل تجاوز تقودنا إليه العاطفة، فالانفعال والعصبية تؤدي بالمرء للأخطاء التي سيندم عليها مستقبلًا.
وبكل وضوح لا يوجد إنسان متكامل فابن آدم خطّأ، وأنا أولكم ولكن العاقل من يستفيد من الخطأ، ويكبح جماح عاطفته، ويضع حدًا لكل شيء.
الصراعات بين الأندية لن تنتهي
والمشاكسات الإعلامية لن تنتهي ولن يتغير بعض من يفرق بين الإثارة والإساءة، وأيضًا فالمناكفات الجماهيرية لن تنتهي والقلوب لن تتغير، ولكن يجب أن نفكر قليلًا، ونحاول أن نغير عقولنا وطريقة تفكيرنا حتى نكون في الطريق الصحيح.
لا أطلب من أحد التوقف عن عشقه وميوله ولا أطلب التوقف عن الإثارة، ولكن هناك شعرة بسيطة بين الإثارة والإساءة، وعلى الجميع أن يتنبه لهذا الفرق ليكون من خلاله منتصرًا بعقله على كرة القدم المجنونة التي تسكن القلب ..!
ولقد ميزنا الله بديننا الحنيف وأخلاقه وبقيادتنا الحكيمة التي تقدم الغالي والنفيس؛ ليكون أبناء الوطن على قدر كبير من الوعي والإحساس بالمسؤولية والتناغم مع مكونات الرياضة؛ لتكون رافدًا حضاريًا وثقافيًا لوطننا الحبيب.
وما أتمناه بصدق أن يكون الجميع على قدر كبير من الوعي واحترام الآخر مهما اختلفت الآراء والميول، ومهما كان حجم المواقف؛ فالهدوء والصبر سلاحان لكل عاقل يبحث عن الطريق الصحيح والأفعال الصحيحة.
.
.
“شغب”
أنت معنى الاستحالة والكمال
أنت واحد بس تسوى لك بلد
يالكبير اللي جمع طيب الرجال
في أمان القلب عايش للأبد ..!