المقالات

ذات سامي والأسطورة ماجد عبدالله

في برنامج “ذات مع سامي الجابر”، والذي يقدّمه سامي الجابر، كانت المفاجأة التي لم تكن مستغربةً من الضيف والمضيف، حين استقبل في ثاني حلقاته أسطورة الكرة السعودية “ماجد عبد الله”، كما وصفه “سامي الجابر” في اللقاء. سنواتٌ طويلةٌ والجدل دائرٌ بين جماهير الناديين النصر والهلال حول أسطورة الكرة السعودية؛ حيث قام أحد طرفي الصراع، وهو مقدّم البرنامج بتقديم الطرف الآخر كأسطورةٍ للعبة كرة القدم في السعودية، هذه القناعة التي يملكها “سامي الجابر” مقدم البرنامج، لم تكن وليدة اللحظة، كما يعتقد البعض، ففي لقاءاتٍ كثيرةٍ لسامي كان يشير لهذه النقطة، ويظهرها للإعلام على أن “ماجد عبد الله” مختلفٌ عن الجميع، ويملك ميزاتٍ فنيةً لا توجد في أيّ لاعبٍ مرَّ على الكرة السعودية، فهو مهاجمٌ متكاملٌ، يصنع الفارق لأي فريقٍ في أي لحظةٍ من لحظات المباراة، هذا الاعتراف لم يرقْ لبعض الإعلاميين، وساروا في اتجاهٍ مختلف، بفرض “سامي الجابر” كأسطورة يدعمهم في ذلك إنجازاته في الهلال والمنتخب، رغم أن المقارنة هنا ليست مستقيمةً، ولا يمكن أن تكون صحيحةً بين النجمين؛ لأن الأسلوب السليم والأمثل في فرض هذه المقارنة يعتمد على الإمكانيات الفنية الخاصة بكلّ نجم، على سبيل المثال: من الممكن أن يقدم “ماجد عبد الله” أفضل خمسة أهداف في تاريخه الرياضي، ويفعل سامي ذات الشيء، بحكم أنهما مهاجمون كانت مهمتهم تسجيل الأهداف، وتتكون لجنةٌ فنيةٌ من خارج السعودية، وتعرض هذه الأهداف عليهم ليختاروا الأفضل بينهم، وبعدها تتضح الصورة، عندئذٍ يمكن أن نمنح لقب الأسطورة بشكلٍ رسميٍّ لكرة القدم السعودية، رغم يقيني أن “ماجد عبد الله” من أهم أساطير العالم، لكن لا ضير من خوض تجربةٍ كهذه، تنهي الجدل، وتمنح هذا اللقب لمن يستحق عن استحقاق، رغم أن الكابتن “سامي الجابر” أنهى هذا الجدل من ناحيته، واعترف في برنامجه بعد أن وصف “ماجد عبد الله” بأسطورة كرة القدم السعودية، فمثل هذه الألقاب مهمة، فهي تجسّد تاريخ نجوم كرة القدم الذين قدموا تاريخًا كبيرًا مع الكرة، وفرضوا تميزهم طوال وجودهم في الملاعب، ومن المهم أن يحظوا بالتقدير الذي يليق بهم.

قد يعتقد البعض أن بعض الألقاب تخضع لتقدير الجمهور وعاطفته، وهذا بالتأكيد اعتقادٌ غير صحيح، فكل الألقاب الفنية يجب أن تخضع لمواصفاتٍ فنيةٍ معينة، تجعل لهذا اللقب معنى وترسخ حقيقته، فمثلًا: لو قلنا أفضل حارس مرمى في تاريخ السعودية، يجب أن نقدم عملًا يفصل هذا الأمر من الناحية الفنية وفق إحصائياتٍ معينة، تفرض الأفضلية للحارس الأفضل، قد يفوز بهذا اللقب “محمد الدعيع” وبنسبةٍ كبيرة، لكن لا نستطيع أن نجزم بهذا الأمر حتى توضع المعايير الفنية لهذا الجانب.
ولو قدمنا في كلّ عشر سنواتٍ تقريرًا مفصلًا عن النجوم الأفضل، طوال مسيرة كرة القدم السعودية، ونعمل على تحديث الأفضلية في كلّ عشر سنوات، لأصبح لدينا التصور العام حول النجوم الأفضل في مسيرة كرة القدم السعودية.
ودمتم بخير،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى