الوطن ليس مجرد كلمة عابرة تُقال، بل إن الوطن كلمة عظيمة تتجاوز في معناها كل المعاني التي يمكن شرحها، نعم فالوطن رمز عظيم، يحتوي في مضامينه كل المعاني الرفيعة والأوصاف الجميلة والجليلة؛ وإذا كان الوطن هو مصدر لكل المعاني السامية ومنبع للعطاء؛ فحتمًا ستكون حقوقه على مواطنيه بل وعلى كل المقيمين على أراضيه أعظم. لأنه دار المقامة في الدنيا ودار التعبُّد وقبلة المسلمين في شتى بقاع المعمورة، وهو منبر للتنمية والعطاء والحياة الكريمة ليس لأبنائه فحسب بل وللشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم بكافة.
لذا يجب أن يعرف كل مواطن إن للوطن حقًا كبيرًا بل حقوقًا كثيرة تتمثل تلك الحقوق في عدة جوانب، منها الولاء لترابه والإسهام في المحافظة على حدوده (برًا وبحرًا وجوًا)، والسمع والطاعة لولي أمره وخدمة الوطن في شتى المجالات عسكرية أو مدنية والمحافظة على ثرواته وممتلكاته المختلفة، ومنع كل يد تمتد إليه بالتخريب أو حتى أدنى أذى، والأخذ بزمام الأمور والمبادرة لمنع وقوع أي جريمة تقوض أمن وأمان هذا الوطن ومواطنيه.
إن الإنسان مهما تعرض لقساوة الظروف ومصاعب الحياة إلا أن أمن الوطن واستقراره يبقى فوق كل اعتبار. فلا يجوز خيانة الوطن لأي سبب من الأسباب كما لا يجوز الخروج عن طاعة ولي الأمر. وقد ترى كثيرًا من المخالفات في حق الوطن وممتلكاته سواء كانت هذه المخالفات ظاهرة كالاستخدام السيئ لثرواته أو مستترة كالسعي للإفساد والتخريب على أراضيه بالطرق الملتوية التي تسعى لترويع الآمنين. لذلك يجب على المواطن أن يفهم أن حق الوطنية مصان بالنظام من خلال قيادة وحكومة هذا الوطن؛ فلنكن معهم يدًا بيد للمحافظة على أمنه وأمانه واستقراره والمحافظة على مقدراته وعدم التستر أو السكوت عن أي يد تريد الإفساد فيه.
خاتمة:
فرحتك بيوم الوطن مشروعة شريطة ألا تقترن بأذية الآخرين.
• عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة
0