المقالات

ينـتمي

قال سيدنا وحبيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويعني بكلامه مكة المكرمة: (ما أطيبك من بلد)، والحمد لله حمدًا كثيرًا من قبل ومن بعد، بما أنعمه الله من نـِعمٍ لا تُحصى ولا تُعد، ومنها ما تنعم به مكة المكرمة والمدينة المنورة من الدولة ببالغ الاهتمام والتقديس، جهود وحرص وتطوير وحماية وتنمية منذ التأسيس، فهي مهوى أفئدة مئات الملايين، من مواطنين ومقيمين وزائرين، مُلبين لله خُشعًا وإليه مُعتمرين وحاجّين، يأتون مُعززين مُكرمين، ويعودون سالمين غانمين.

أنعم الله عليها وعلى عامة أرجاء البلاد، بقيادة مباركة نسأل الله لهم السداد، قيادة حكيمة هي عنوان السلام، وكافة العالم يقف لها وقوف احترام، وشعبًا أبـيًّا مُخلصًا وفيًّا أبًّا عن جد، يُحب وطنه حُبًا جمًا ليس له حد، وأرفع يديّ باللهم آمين يا قوي يا كريم، بما دعا به أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، أن تجعل هذا البلد آمنًا وترزق أهله من كل الثمرات.

يقول إبراهيم المنذر في حب الوطن:
أنا حُـرٌّ هذي البلادُ بلادي … أرتجي عزّها لأحيا وأغنمْ
لست أدعو إلاّ لخير بلادي … فهي نوري إذا دجى البؤسِ خيَّمْ
فإن دوري ودورك أن نُضحي من أجل هذه البلاد الطاهرة، وألّا نُخيب فينا ظن كل عينٍ ساهرة، قيادتنا ورجال الأمن وجنود الواجب في الجنوب، ومن يضحون منا في شتى المجالات والدروب، دافع عن وطنك كما يدافع عنها المخلصين، دافع عنها من المرجفين والماكرين والمتربصين.

بلادك هي روحك ونفسك وهي عقلك وجسدك، فيها عرضك ومالك فيها أهلك وولدك، يجب أن يكون حبك لوطنك أكبر مما تتخيل، لا يتغير ولا ينتهي ولا يتبدل، يجب أن يكون لك دور إيجابي في البناء، حتى نرتقي بأمتنا عنان السماء، وضمن هذا البـُنـيان المرصوص كُن جزءًا قويًا، وكُن درعًا صَدودًا صامدًا لوطنك بَرًّا حفيًا، ‏ورسالةُ كافة أولي الألباب العقلاء، أن نُـقدّر نعمة الوطن والانتماء، وما نفتأ نوصي بـحـُبه الأبناء.

تأمل معي جمال وروعة كلام الرافعي وهو مُعبرًا عن حُب بلاده حيث قال:
بلادي هواها في لساني وفي دمي … يمجِّدُها قلبي، ويدعو لها فمي
ولا خير فيمن لا يُـحبّ بلادهُ … ولا في حليفِ الحُبِّ، إنْ لمْ يـُتـيـّمِ
ومن تَأوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلَها … يكـنْ حيوانًا فوقه كل أعجمِ
وليس من الأوطان من لم يكنْ لها … فـداء وإن أمسـى إليـهنَّ ينـتمي.

ودمتم بود
م. حسن عتيق الزهراني

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button