المقالات

اليوم الوطني 92.. مملكة الخيرية والإنسانية

هذا يوم مختلف ومتفرد، يوم وطني باذخ وممتلئ بالفخر والاعتزاز، كيف وهو اليوم الذي أعلن فيه توحيد أجزاء هذا الوطن الذي نأوي إليه آمنين مطمئنين بعد معاناة طويلة ودروب شاقة. منذ اللحظة الأولى لميلاد مملكتنا الزاخرة وهي تتمثل قول الله عز وجل: “كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور” صدق الله العظيم. قبل 92 عاما تقريبًا استطاع الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود استعادة بلد أجداده ليؤسس واحدة من أكثر الدول استقرارًا اليوم- ولله الحمد والمنة- في عالم يعج بالاضطرابات الأمنية والسياسية والعرقية لتكون بذلك دولة ذات ثقل وطني وسياسي واقتصادي كبير للغاية. ولأن المملكة العربية السعودية تأسست على نهج الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على التواد والتراحم ودعم البشرية بشكل عام والمسلمين في العالم بشكل خاص فقد سعت هذه البلاد المباركة إلى مساعدة الآخرين ودعمهم المادي المتمثل بالأموال والغذاء وسواهما والوقوف مع القضايا العادلة. وفي هذا الصدد، لا يخفى على أحد الدور المحوري الذي تلعبه وتعززه المملكة العربية السعودية في القطاع الخيري على المستوى الوطني والعالمي مع احتفاء العالم باليوم العالمي للعمل الخيري الذي يصادف الـ 5 من سبتمبر الحالي لا شيء يثنيها في سبيل ترسيخ مبدأ التعايش والتسامح والتعاون والتكاتف وتعزيز التلاحم بين البشر في مختلف البلدان، خاصة في ظل الأزمات والجوائح العالمية التي يشهدها العالم.
وعلى المستوى الوطني، أصدر مجلس الوزراء حديثًا قراره بالموافقة على تنظيم المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، الذي سيعمل على تنظيم القطاع غير الربحي وتشغيله والإشراف عليه لحوكمة القطاع، وتمكينه من العمل بإنسيابية تدعمه في تحقيق التطلعات المرصودة له .ووفقاً للمركز فإنه يوجد بالمملكة 3156 منظمة غير ربحية تنتشر بمختلف أرجاء محافظات ومناطق المملكة، وتسعى إلى تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي عبر تقديم المساعدات المختلفة للفقراء والمحتاجين.
ومن المعروف أن خير المملكة لم يقتصر، منذ تأسيها، على أبنائها فقط، وإنما عمت معظم أرجاء العالم حيث قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض ميسرة لكل دول العالم دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق وكانت المملكة من أكبر عشر دول في العالم تقديمًا للمساعدات. وبحسب إحصاءات، فالجهات المُقدمة للمساعدات الإنسانية في المملكة: شملت الصندوق السعودي للتنمية، ووزارة المالية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والهيئة السعودية لتنمية وإعمار اليمن، ومؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للأعمال الخيرية، والهلال الأحمر السعودي.
وهذا الأثر الخيري لمملكة الإنسانية يمتد إلى دول العالم أجمع ومن الدول المنكوبة التي تدعمها المملكة العربية السعودية دول عربية شقيقة كالسودان واليمن ولبنان ومصر وفلسطين وسوريا ودول إسلامية مثل باكستان ومينامار وبلغ مجموع المساعدات أكثر من 51 مليار دولار. كما بلغت المساهمات الدولية للمنظمات والهيئات الدولية أكثر من ملياري دولار. الجدير بالذكر أن ذلك لا يشمل اللاجئين الذين يعيشون في المملكة العربية السعودية فهؤلاء تدعمهم حكومة المملكة بمبلغ يقارب 15.91 مليار دولار من الإخوة اليمنيين والسوريين والرهونقا والذي يعيشون بانسجام في المجتمع السعودي حيث لا تعتمد المملكة في استضافة اللاجئين على أنظمة المخيمات.
وبهذا يعود اليوم الوطني الثاني والتسعون ليعزز هذا الدور العظيم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية كدولة شقيقة كبرى ويد عليا لتساهم في دعم الإخوة من أبناء العالم العربي الذين تعرضوا لمآسي الحروب والتشرد أو الفقر أو الظواهر الطبيعية كما حدث مؤخرًا في كل من السودان وباكستان حيث سعت المملكة لسد حاجة المعوزين والمنكوبين بالغذاء والأدوية وشمل ذلك مساعدات طبية للحد من عدوى جائحة كورونا. والمملكة العربية السعودية لا توثق هذه الأدوار إلا من زاوية توثيق الجهود وتوحيدها مع الهيئات العالمية. إن ثبات المملكة على هذا الدور المحوري الهام في وقت عصيب يمر به العالم أجمع من حيث الحروب والأمراض والاضطرابات يدفعنا إلى القول إن هذه منحة من الله عز وجل وهبة كبرى يجب شكر الله عليها، وأي منحة أعظم من أن تكون هذه الأرضُ الطيبةُ المباركةُ القلبَ النابضَ بالخير والحب للناس في كل المعمورة واليد الممتدة بالعطاء والنماء للعالم أجمع. وكل عام ووطننا الحبيب في عز ونصر وتمكين وأمن وأمان وقيادتنا الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ملهم الشباب السعودي الأمير محمد بن سلمان بخير وعزة ورفعة وتمكين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى