بداية مقالي أُهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، وأهنئ الشعب السعودي، باليوم الوطني 92 جعلها ربي أعوامًا عامرة بالأفراح والمسرات والنجاحات.
زادت فرحتي في اليوم الوطني السعودي ضعفين هذا العام بسبب تواجدي حاليًا في مملكة العز والرخاء لأداء مناسك العمرة، والتعرف عن قُرب أكثر وأكثر عن جهودها العظيمة في السنوات القليلة الماضية، والتي منعتني ظروف الجائحة من القدوم إليها إلا أني عوّضت ذلك بزيارتين سريعتين خلال شهر واحد بداية من زيارتي لمنطقة الأحساء عند أهل الجود والطيبة والكرم والإحسان، وزيارتي الثانية بعد 3 أسابيع إلى منطقة مكة والمدينة لأداء مناسك العمرة وزيارة الحرمين الشريفين ومعالم مناطق المملكة لأكون شاهد عيان عن قرب أوثق بذاكرتي وعدسة جوالي عن ذهل ما رأته عيني مسرورًا ومغرمًا ومعجبًا وهائمًا بالنقلات النوعية والبصمات الإيجابية واللمسات الساحرة والأدوات التغييرية والمخرجات الناجعة لعهد جديد يبشر بالخير والرخاء والنماء والازدهار والتقدم، ودخول أندية الكبار مرفوعة الرأس في التنافسية والريادة العالمية، بالإضافة إلى القفزات الهائلة في أرقام المؤشرات صعودًا والتي تتناولها الشبكات الإعلامية تحليلًا ودراسة وانبهارًا ومقارنة عالمية مهداة إلى دول العالم، مع وجود تألق في القوة الناعمة التي تنقل للعالم بألوانه ولغاته وطوائفه عن هوية المملكة الحقيقية الإيجابية والصورة الصحيحة عن الدور السعودي للإنسانية والعلاقات الدولية في المجتمع العالمي بعيدًا عن شركات الدعاية والعلاقات العامة والاعلام.
شعارًا دائمًا أتغني به وتطرب أذني عند سماعه، ويردده الصغير والكبير في المملكة والإمارات وهو الإماراتي سعودي والسعودي إماراتي شعار أطلقـته المملكة من مقولة الأمير خالد الفيصل، شعار يجمع شعب واحد في بلدين، فتجذرت شعارات البلدين بين شعوبها وترجمت الأوطان الأقوال إلى أفعال، ويا للفخر والعزة لوطني الإمارات ووطني الثاني السعودية.
شعار آخر جميل إماراتي وهو: -معًا للأبد – شعار أطلقته الإمارات الغالية مع المملكة العربية السعودية الحبيبة للتأكيد على الديمومة والمعية في جميع الظروف والأحوال في السراء والضراء.
تحتفل المملكة بيومها الوطن، وهي ترتدي ثوب العز والمجد والعلياء، تحتفل المملكة وهي ماضية بخطى سريعة نحو مستقبل يبشر بخير كثير وتميز كبير وفق رؤية مدروسة بعناية وعقول وطنية ملهمة ومتفتحة وأيادي وطنية مخلصة ومبدعة.
تحتفل المملكة وهي قوية متحدة شامخة صلبة متسلحة براية التوحيد، وصدق مواقف وعطاء وإخلاص أبنائها الشرفاء، ودول تشترك معها بمصير واحد، وهم واحد ودفاع واحد ووطن واحد.
الإمارات والسعودية انتقلنا من مرحلة التعاون إلى مرحلة التكامل ومن مرحلة العمل الفردي إلى العمل الجماعي والعمل معًا؛ حيث تم تأسيس لجنة عُليا مشتركة في 2014، لتنفيذ الرؤية الاستراتيجية وفي 2016 تم التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما، وفي 2018 تم رفع مستوى العلاقات الثنائية عبر رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين، اقتصاديًا وتنمويًا وعسكريًا، بأربع وأربعين 44 مشروعًا استراتيجيًا مشتركًا، ضمن «استراتيجية العزم».
مازلت مشتاقًا لزيارات قادمة للملكة لم أحدد مواعيدها لأكحل عيوني بتلك الصور التعبيرية عن نجاحات وإنجازات كثيرة حدثت في غيابي في كل الاتجاهات.
يقول السفير محمد مرسي عوض، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: أتمنى قريبًا أن أدير مفتاح سيارتي من القاهرة صباحًا لأتناول الغداء في نيوم، وألحق بصلاة العشاء في مكة المكرمة.
أبشرك أخي السفير محمد بأن حلمك سيصبح حقيقة -بإذن الله- بجهود الأوفياء الصادقين من أبناء المملكة.
في النهاية لا ننسى جهود المملكة الجبارة العظيمة التي تقوم بها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن المعتمرين والحاجين وإدارتها لموسم العمرة والحج بكل امتياز، وهذا ليس بغريب عليها في تميزها بكل احترافية للتعامل مع أكبر تجمع بشري ديني منظم في العالم على الإطلاق.
