المقالات

نقوش على وجه اليونسكو

من مدائن صالح عبر درب زبيدة وطريق القوافل القديمة في رمال الصحراء وحداء الإبل، وسكك حديد الحجاز ومحطة تبوك، مرورًا بالعُلا كأيقونة عالمية، وقرية الفاو والدرعية القديمة، وصخور حائل، وثقافة حمى، فاستراحة قصيرة في (واحة الأحساء) تحت ظلال مليوني نخلة ودومة الجندل، وصولًا إلى جدة التاريخية، كنوز أثرية سعودية أُدرجت ضمن قائمة التراث العالمي.
رحلة شاقة وطويلة تلك التي قطعتها المملكة العربية السعودية، في ملاحم توحيدها وتأسيسها وأمجادها، وهي تُقدم نفسها للعالم، وتكشف عن وجهها الآخر غير النفط، وتميط اللثام عن كنوزها المخبوءة، لتنقش تاريخها على وجه (اليونسكو)، وتسطّر اسمها في سجل التراث العالمي والحضارة البشرية.
وأنه إذا كان احتفال السعودية الجمعة الماضية 23 سبتمبر بيومها الوطني، مناسبة لاستعادة ذكرى توحيدها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود -طيب الله ثراه-، كان المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) هو الآخر، مناسبة لاسترجاع تراثها وموروثها الشعبي، تعريفًا للأجيال الجديدة والقادمة بالتراث السعودي من سباق للهجن والفروسية، إلى الشعر الشعبي والأسواق والألعاب والأزياء الشعبية، جنبًا إلى جنب قرية متكاملة للتراث والأدوات السائدة في البيئة القديمة للإنسان السعودي، وحياة البداوة الأولى بين الخيام والشَعر والوبر وحليب النوق، والقهوة العربية والهيل على جمر الغضى وشبَة النار، رمز الكرم وإقراء الضيف؛ إضافة لمعرض المملكة بين الأمس واليوم الذي طاف بالعواصم العالمية تعريفًا بالسعودية لدى الآخر الغربي.
ما كان لليونسكو بوصفها منظمة عالمية من منظمات الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، أن تدرج عددًا من المواقع الأثرية السعودية ضمن قائمة التراث العالمي، ما لم تكن تلك المواقع “ذات قيمة عالمية استثنائية”، إذ إن مواقع التراث العالمي هي مناطق ترشحها اليونسكو؛ حيث تنص اتفاقية التراث العالمي على أن بعض المواقع سواء كانت ثقافية أو طبيعية، لها “قيمة عالمية استثنائية”، وذات أهمية خاصة للجنس البشري، وتشكّل جزءًا من التراث المشترك للبشرية.
لكل ما سبق، يأتي برنامج العناية بالتراث الحضاري السعودي، متماهيًا مع رؤية اليونسكو للمحافظة على الإرث الثقافي والطبيعي لكل بلد على خارطة الحضارات الإنسانية، وأن تتكامل الجهود لتعريف العالم عليها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button