كان يوم الإثنين ٦ مايو ٢٠١٩م يومًا استثنائيًا في تاريخ الأدب والشعر والكلمة في وطننا المعطاء؛ ففي ذلك اليوم كرَّم الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبد المحسن بوشاح الملك عبد العزيز خلال استقباله لهما في قصر السلام بجدة آنذاك، والجميل واللافت إشادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بما قدمه الأمير خالد والأمير بدر من جهود وخدمة لوطنهم من خلال عطاءاتهم الشعرية، وما قدماه من قصائد إبداعية نقشت بأحرف من نور.
أن من يقرأ ملامح الإبداع في تجربة الأمير خالد الفيصل يتضح له جليًا أن سموه ليس شاعرًا فقط بل هو إداريًا محنكًا كونه أمير منطقة حيوية تُمثل بوابة ومقر للحرمين الشريفين، وأيضًا كاتب فريد لا يشق له غبار، وهذا ما يتضح جليًا في كتابه (إن لم…فمن) ذلك الكتاب الذي أثبت أن أبا بندر هو صانع جماليات الحرف. كما هو صانع جماليات الإنجاز. كونه طاقة وطنية استطاعت أن تتجاوز الجميع وهو الأمير، والإداري، والشاعر، والكاتب، والمبدع، وما قدمه سموه للحرف والكلمة طوال نصف قرن يثبت أنه شخصية كبيرة تستحق الاحتفاء والحب والاحترام؛ كونه قدم لوطنه علمًا، وأدبًا، وشعرًا يثبت أن إنسان هذا الوطن مهما كان فقيرًا أو غنيًا يستطيع بما حباه الله به من مواهب، وفكر، وثقافة، وقوة شخصية أن يكون أيقونة إبداعية تستحق التكريم من أعلى سلطات البلد الذي لم يبخل يومًا على مواطنيه، ويختصر سمو الأمير خالد الفيصل المسافات بإبداع امتد نحو نصف قرن أثبت أن الشعر الشعبي السعودي لديه رموز ونجوم إبداعية لها وزن كبير في الكلمة، والأدب، والشعر، والحرف، ومن تلك الإبداعات مؤلف سموه (أشعار خالد الفيصل) الذي يضم شتات قصائده التي زينت عقد القصائد الإبداعية التي تستحق الاحتفاء والحب والانتشار عربيًا.
كما تعتبر تجربة الأمير بدر بن عبد المحسن من أهم التجارب الشعرية في العالم العربي؛ كونه شاعرًا مبدعًا ودواوينه (ومض) و(رسالة من بدوي) و (ما ينقش العصفور في تمرة العذق) وديوان (لوحة ربما قصيدة) تثبت أن بدر بن عبد المحسن شاعر كبير، ويملك كاريزما إبداعية في كتابة الشعر التجديدي الحديث الإبداعي، وهو إنسان عظيم على المستوى الوطني؛ كونه كتب للوطن أروع القصائد الإبداعية التي تثبت أنه قامة شعرية عربية ومهم كاسم شعري له بصمة خاصة في كتابة الشعر الشعبي. هو (البدر) صاحب تجربة عظمية تمتد نصف قرن أثبت للجميع أن لدينا طاقات سعودية في الأدب العربي الحديث قادرة على تجاوز الجميع، وهذا ما سوف يكتشفه أي باحث عندما يقرأ تاريخ إيداع خالد الفيصل كشاعر مبدع، وبدر بن عبدالمحسن كشاعر وضع بصمة قوية جدًا في أدب الكلمة العربية، وتأتي أهمية تجربته الإبداعية لنا كمحبين لأدبه، وفكره، وثقافته. مما يثبت أن تلك التجربتين تستحق الاحتفاء والتكريم في كل وقت.
هذا التكريم تكريم لكل مبدع ومبدعة في الوطن من القيادة السياسية السعودية التي تسعى لكل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والإعلامية والإبداعية.