البيان التمهيدي للميزانية العامة للدولة للعام المالي 2023م الصادر قبل أيام، حمل بين طياته الكثير من البيانات والأرقام التي تبشر بأن سنوات الميزانية العجاف قد ولت بغير رجعة وأننا نستقبل السنوات السمان بإذن الله، ومثل هذه البيانات ما كانت تعلن لولا أن مبدأ الشفافية والإفصاح الذي أقرته الرؤية قد تم اعتماده.
وقد أشار معالي وزير المالية الأستاذ/ محمد الجدعان أن الإصلاحات الحكومية نجحت في السيطرة على العجز المرتفع بالميزانية وأنها ستحقق أول فائض سنوي بالميزانية منذُ العام 2013، وأن برنامج التوازن المالي أحد برامج تحقيق الرؤية قد آتى ثماره.
لا شك أن خبراً كهذا في وقت تعاني فيه دول العالم ارتفاع نسبة التضخم والعجز الهائل في ميزانياتها فضلًا عن المشاكل السياسية والحروب خبرًا ليس عاديًا، ولن يمر مرور الكرام أمام المحللين الاقتصاديين، كما أن له دلالة واضحة على رشد الإدارة الحكومية ودقة الحوكمة من جانب، ومن جانب آخر يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن رؤية المملكة (2030) سفينة نجاة في بحر تتلاطم امواجه وانها استطاعت ان تضبط البوصلة وتحدد الهدف وتنطلق لتحقيقه، كما أن هذا الفائض وهذا البيان وهذه الشفافية والإفصاح ستزيد من ثقل المملكة عالميًا وإقليميًا، وترفع من تصنيفاتها العالمية، وتعزز موقعها لجذب الاستثمارات العالمية.
ومع هذه الأخبار المبشرة يتطلع الشعب وتشرئب الأعناق لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز الأب الحاني والقلب الكبير وتوجيهاته السديدة، وإلى سمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير / محمد بن سلمان -حفظهما الله- أن يعاد صرف بدل غلاء المعيشة الذي أوقف لجائحة كورونا، ودعم مستحقي الضمان فقد تعودنا من قيادتنا الرشيدة قربها من شعبها وتلمس احتياجاته.
وإن قال قائل لا ينبغي الاستعجال بقرارات كهذه وأسعار النفط غير مستقرة؛ فأقول إن العلاقة المتجذرة بين القيادة والشعب والثقة المطلقة بالقيادة الرشيدة تجعل إيقاف ذلك الدعم اذا دعت الحاجة لذلك أمرًا متيسرًا ومقبولًا؛ فالعلاقة بين القيادة والشعب تقوم على الثقة والوفاء، وقوة اللحمة وقوة المواطنة.
ولقد ورد أن رجلًا دخل على الحسن بن علي، وكان في أول أمره في فاقة وشدة- فوجد بيته قد فُرش بأحسن الفرش، ووضع فيه أحسن البسط، فقال: [ما هذا رحمك الله؟ قال: إنا أقوام إذا وسع الله علينا وسعنا، وإذا ضيق الله علينا ضيقنا] .
0