لفت انتباهي بشدة إحصاء الدول المشاركة وعدد الزوار وحجم المبيعات المصاحبة لمعرضالكتاب الدولي في الرياض ، وهذا دليل على أن المملكة العربية السعودية تفتح ابواب العمل الجاد لدُور النشر ولا شك أن ذلك يدفع عجلة التنمية حسب رؤية 2030 ..!
نعرفُ أن الكتب هي الوسيلة الأولى للتعلم، والتنوير واستقاء أصول العلم، وتعلم الثقافات، حتى الأديان ، وفيها أهم ما توصل إليه الإنسان في علم التشريع وتنظيم شؤون الحياة، والتوعية الفكرية على مستوى الفرد والجماعة ؛وربّما هذا ما دفعني للكتابة عن معرض الكتاب الدولي ، والمحور الذي انبثقت منه فكرة مقالي بالإضافة إلى العديد من المكتسبات التي تجعل المملكة مركزا عالميا ، ومناراً للثقافة على مستوى العالم ، بل هو ما حفزني على المتابعة بشغف لأهم الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب الدولي في الرياض، وأخذ نبذة تعريفية عن معرض الكتاب الدولي المقام في العاصمة الرياض، الذي أضحى نافذة المثقفين علىالعالم.!
نعم ، هو نافذة على العالم ؛ بمشاركة اكثر من 30 دولة حول العالم بفكر كُتابها وعصارة تجاربهم في هذا المعرض الّذي ضم بين اروقته العديد من – المؤلفات، والمجلدات، والثقافات المختلفة، فهو موسوعة كبيرة يوجد فيها خلاصة فكر الأدباء، والمفكرين والمبدعين.
يستطيع أن يبني الإنسان نفسه ووطنه وحضارته من الكتب، فلا يوجد به عظيم في العالم إلاَّ قارئ و مفكر، إذ ما يتعلمه الإنسان في عدد من السنوات يمكن أن يتعلمه من عدد من الكتب فقط، لأن الكتب ببساطة هي تجارب و فكر الأخرين لذا يمكن البدء من حيث أنتهى غيرنا.
تمنيت ان تسنح لي الفرصة ويسعفني الوقت للاجتماع بخير صديق في الزمان – الكتاب – إلاّ أنني لم استطع ذلك.!
فشغفي وشغف القراء هو الوصول إلى روح أفكار المؤلفين من دول مختلفة من خلال ما يبثونه في سطور الكتب، والمؤلفات التي تضمها عادة معارض الكتب..!
وإذا أمعنّا النّظر في أهم الأهداف المصاحبة لمعرض الكتاب الدولي نجد الصورة قد تغيرت عن كونه سوق ضخم ومؤقت لتسويق الكتب لأهداف ربحية إلى أهداف أعمق، لتشمل العديد من الفعاليات والأنشطة فدعونا نتعرف اكثر على أهداف معرض الكتاب الدولي في الرياض 2022 على عجلة التي من أهمها:
–التبادل الثقافي بين الزوار لإعادة الاعتبار للثقافة بصفتها حركة توعية و تنموية.
–كسر كافة الحواجز التي تنشأ بين الدول و البلدان المختلفة بحضور الكثير من الأدباء والمفكرين.
–تعميق التبادل الفكري ، والثقافي بين مختلف دول العالم.
–فرصة لاقتناء الكتب المستعملة التي خصص لها أجنحة خاصة للبيع باسعار رمزية ، وهذا ما يمثل فرصة رائعة للقراء، وتساعد على إنعاش سوق الكتب.
–التعرف على دُور النشر التي تقديم اخر انتاجاتها لمحبي القراءة.
– خلق الفرص لمن لم يقرأ كتاباً في حياته ؛ ليتمتع بالفعاليات المصاحبة للمعرض على أمل أن يستميل قلبه كتاب من الكتب المعروضة، إذ إني أؤمن شخصياً إن من لا يحب القراءة هوفقط من لم يجد البيئة المناسبة، ولا الكتاب المناسب بعد.
– يتيح للقراء فرصة ملاقاة المؤلفين والكّتاب المفضلين لهم، و تبادل أطراف الحديث ، أوحتى الحصول على تواقيع منهم على نسخه من كتبهم .
– تحفيز الأطفال على القراءة، إذ يمكن اصطحاب الأطفال للمعرض؛ نظراً لوجود أجنحة خاصة بهم أيضاً.
– تشجيع المؤلفين على الاستمرار في العطاء وتوليد روح المنافسة بينهم من دول مختلفة عند بيع كتبهم عن طريق دُور النشر، و هذا ما يشجع المؤلفين على الإستمرار في العطاء.
من منطلق تلك الاهداف التي استعرضتها ومن وجهة نظري المتواضعة أرى أن كل من سنحت له الفرصة لزيارة ذلك الحدث الثقافي الدولي طيلة أيام المعرض سيخرج بفكر مغاير لفكره الذي دخل به ؛ فالمشي وحده بين أروقة معرض الكتاب في حد ذاته يُولد تفاعل وجداني، و تواصل روحي..!
وبذلك تتصارع الأفكار في رؤوسنا .! وتأخذنا عبر نافذة العالم بعيدًا لنقرأ أفكار المؤلفين، و نتجول بين عقول المؤلفين، واشبه ما يصور حالنا: بالنحل يتجول بين عدد من الزهور ليستخلص الرحيق من زهرة إلىاخرى ، ونحن نصافح بكل شغف كتبهم بنظرت المتأمِّل..!