في يوم المعلم، ورغم مرور سنوات طويلة على تخرجي من مراحل التعليم، لا زلت أذكر نموذجين من المعلمين، نموذج إيجابي، ونموذج سلبي، أما النموذج الأول، فرغم قوة شخصية المعلم والحزم والجدية في التعليم، والحرص على مصلحة الطالب، وأحياناً العقاب البدني الحنون إلا أن علاقة الطالب بذلك النموذج من المعلمين، تستمر جيدة، وذلك لأن الطالب يشعر بصدق وحب المعلم للطالب، لأنه يعي إن كان المعلم يعاقبه حباً، لمصلحته بهدف التقويم منه لا انتقاماً منه، ويفرق بينه وبين ذلك المعلم الجلاد، سيء الخلق والتعامل مع الطلاب، ويشعرك كأنه كاره لهم، وللتدريس، وكأنه مغصوباً أو مجبوراً على هذه المهنة ، فهو يعاقب للتشفي من الطلاب وانتقاماً منهم، ويضرب ضرباً مبرحاً، ويلطم الوجه، فيشعر الطالب وقتها بالإهانه، والكره، لهذا المعلم المتنمر، وللمدرسة.
ولا زلت أذكر ذلك المعلم المبتسم في وجوه الطلاب، والحنون عليهم، والذي يتعامل معهم كالأب، بل وأحياناً أفضل من الأب، ومع ذلك يبقى محتفظاً بهيبته كمعلم، ومخلصاً في رسالته كمعلم، ومحب لمهنته، ويجبر الطلاب على احترامه حباً فيه، ويوفر بيئة مدرسية صحية، وجاذبة للطلاب.
أما النموذج السلبي من المعلمين، يوفرون بيئة مدرسية غير صحية، وطاردة للطلاب من المدرسة، وهذا الصنف من المعلمين، يجبرون الطلاب على احترامهم، ولكن ليس حباً فيهم، بل خوفاً ورهبة منهم، والبعض منهم بتعامله السلبي هذا، قد يجريء بعض الطلاب على التطاول عليه لفظياً وغير لفظياً، ولا شك أن هذا التصرف من الطلاب تصرفاً خاطئ ً، لأن المعلم مهما كان على سوء هناك طرق أخرى للتعامل معه كاللجوء إلى إدارة المدرسة، أو إلى ولي أمر الطالب، أو إلى إدارة التعليم.
حقيقة ليس كل المعلمين يستحقون التكريم في اليوم العالمي للمعلم، لأن التكريم لا يكون إلا لمن يمثل هذه المهنة خير تمثيل، ويتفانى ويخلص في رسالته كمعلم، وليس المقصر والمهمل والكاره لمهنته وغير المخلص للمهنة، ولا يحسن التعامل مع طلابه.
وشتان بين معلم راق في التعامل مع الطلاب، ويحترمهم، ويمازحهم، وينتظر الطلاب قدومه للحصة، وبين معلم لا يحترم كرامة الطلاب، ويتلفظ عليهم بألفاظ نابية، وعنصرية، ويحقر منهم، ويتنمر عليهم، ويكون سبباً في كره الطلاب للمدرسة، هل هذا النموذج يستحق التكريم في يوم المعلم؟!
وبعد، فإني كلما تذكرت المعلمين، ومواقفهم الإيجابية، دعوت لهم بالرحمة والمغفرة، أما النموذج السلبي من المعلمين -أصلحهم الله- فحسابهم عند ربهم .
مستشار أسري واجتماعي
بمستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة
عبدالرحمن حسن جان
ماجستير خدمة اجتماعية
للتواصل مع الكاتب
Abdulrahmanhjan@gmail.com
متى ما وعي المعلم دوره السامي في المجتمع ، بأن هذه المهمة هي رسالة وليست مهنة ، ويزداد شرفها إذا علم المعلم أنها رسالة الأنبياء والرسل ، أي شرف يفوق هذا الشرف. وهذا ما يجب على المعلم إستيعابه والعمل من خلاله .اشكركم سعادة أخي الكريم الأستاذ عبدالرحمن ، على مقالتكم ومشاعركم تجاه رسالة المعلم . لكم خالص تحياتي وتقديري .