يُعتبر الحزن من المشاعر الإنسانية الطبيعية التي تعتري كل شخص على مدى مراحل عمره وأثناء رحلة حياته؛ وقد يتبادر للذهن لدى القارئ بأن هذه دعوة سلبية مضمونها أننا ندعوك للحزن..! والصحيح أننا نودُّ التعريف ببعض المفاهيم الخاصة بهذا المفهوم وهو الحزن ومرادفه الاكتئاب النفسي؛ فالحزن بحد ذاته عملية سيكولوجية طبيعية تتناول المشاعر والتفكير، وتنتهي بالسلوك والانفعال، وهو حالة نفسية واعية على مستوى الشعور تعبر عن الإحساس بالألم وخيبة الأمل أو الفقد أو اليأس والإحباط، وهي انعكاسات لمعنى الاكتئاب بالمعني العلمي والنفسي لمفهوم الحزن.. والحزن في سياق الحدث المحزن نفسه والتعبير عنه بالانزعاج أو الميل للعزلة والانطواء المؤقت في حال حدوث مواقف أو ضغوط نفسية تستدعي الحزن؛ مثل فشل في تحقيق أمر أو موت قريب أو خسارة وظيفة أو فقد الثقة بصديق أو الخروج بصدمة من علاقة غير متكافئة بين زوجين أو شركاء عمل؛ وغيرها فيفضل في هذه المواقف لهؤلاء الأشخاص أن لا يقوموا بقمع مشاعرهم وأن يعبروا عمَّا يشعرون به وما يجدونه في أنفسهم؛ الجدير بالذكر أن من صور القمع الانفعالي لمشاعر الحزن يكون إما بالتجاهل أو بالإنكار أو بالرفض، وهذه جميعها أمور تؤدي إلى نتائج غير سارة وغير جيدة بل إنها في مضمونها وبالضرورة تؤدي إلى حصول أزمات نفسية وخيمة يصعب الخروج منها فيما بعد؛ والسبب كبت مشاعر الحزن في المواقف التي تستدعي الشعور بالحزن.. فعلينا جميعًا؛ أن نعبر عن حزننا وانزعاجنا في المواقف التي نشعر فيها بأننا لسنا سعيدين ولسنا على ما يرام؛ وهذا توافق نفسي صحي واتزان انفعالي وعاطفي جيد؛ لأننا عبرنا عمَّا بدواخلنا..
– أخصائي أول نفسي
– عضو الجمعية العلمية السعودية للإرشاد النفسي
