المقالات

إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل (٧)

مازلنا نواصل الإبحار في كتاب إبعاد شبح الخوف عن بيئة العمل، ونصل اليوم إلى علاج فعال ومجرب، ولا ندم في الأخذ به لصحة المؤسسة وعافيتها وتعافيها إن مرضت في وقت ما.

العلاج هو الألفة والاحترام والتعاون كعائلة واحدة كالجسد الواحد في الاتصالات الأفقية والعمودية بين الرئيس والمرؤوس، وبين من هم في قمة الهرم، ومن هم في قاعدة الهرم للحفاظ على كيان المؤسسة وأبعاده عن المشاكل والظروف الصعبة، والإسهام في اقتراح الحلول وعلاج ما يؤثر سلبًا على عمل المؤسسة وسيرها وإنتاجيتها، وكلما كان التعاون ملحوظًا بين المرؤوس والرئيس كلما كانت النتائج مبهرة للقريب والبعيد وشهود العيان ينقلون تلك المفاخر لغيرهم من روعة الآثار والبصمات الناتجة عن التعاون وحتى تعم تلك القيم في غيرها من بيئات العمل، ويصدقون القول والفعل في التعاون، ولا يضعون الحواجز والعراقيل التي تسمن الخوف بشكل مفرط في بيئة العمل.

كم سمعنا من إعجابات، ولا يكاد الموظفون أن يصدقوا أنفسهم من الفرحة عندما يطلبهم المدير ليضمهم إلى فريق عمله؛ ليعملوا معًا في تقدم المؤسسة وعلاج نقاط ضعفها، وتحسين جودة عملياتها ومراجعة مخرجات أعمالها، كم شاهدنا من موظفين رقصوا طربًا عندما شاورهم مسؤوليهم في موضوع يخصهم وأخذ بوجهات نظرهم وصاغ القرار بمعيتهم، وأصدر القرار بشكل مرضٍ لهم ويتواءم مع التشريعات ولا يتعارض مع الصلاحيات وفي حدود الإمكانيات، والنقطة المهمة جدًا ليس فقط في تواصل المسؤول مع الموظف العادي ليتعاونا معا لصالح المؤسسة بل الأهم زيادة الولاء الوظيفي بشكل أقوى وأمتن ولمدة أطول، ولربما فاقت حتى لو كان أضيف له علاوة أو زيادة في مرتبه.

إنه الخوف يا سادة مفرق الجماعة، فاجمعوا موظفيكم ولا تخسروا وقتكم وأفرادكم ووضع مؤسستكم،
اجمعوهم في أمان وظيفي مليء بسعادة وإيجابية ينزع عنهم فيروس الخوف من نفوسهم، ويقوي مناعتهم ضد أي تذمر أو سخط أو كسل؛ لننعم بحصن وظيفي هو أقوى وأبقى وأرقى وأنقى وليس أشقى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى