المقالات

حارس السماء

نجم يسطع جليًّا في الفضاء، ويعتبر هذا النجم الأحمر عملاقًا في مساحته وحجمه، إذا يبلغ نصف قطره ٢٢ ضعف قطر الشمس، ومع ذلك يعتبر أقرب النجوم إلينا من مجموعة النجوم في هذا الفلك، وتبلغ شدة ضيائه أكبر 200 مرة من الضياء الشمسي، ويسمى حارس السماء في الفلك (Arcturus)، ويمكن رؤيته في سماء الربيع من جميع القارات على الأرض تقريبًا.
ومع ذلك فإنه يبعد عنا نحو سبعة وثلاثين سنة ضوئية، ويعتبر حارس السماء ذا معدنية ضعيفة ما إذا تم المقارنة بينه وبين الشمس. فالشمس تحتوي على خمسة أضعاف ما يحتويه حارس السماء من المعادن، ولا يتوقع وجود نشاط مغناطيسي لمثل هذا النجم كما هو الحال بالنسبة للشمس، التي لها نشاط مغناطيسي. لكن ضياء حارس السماء أشد 110 مرة على الأقل من ضياء الشمس؛ وذلك بسبب أن النجم يشع قدرًا أكبر من أشعته في نطاق الأشعة تحت الحمراء عنها في نطاق الضوء المرئي، لذلك ضياؤه أشد من ضياء الشمس، ويعتبر حارس السماء نجمًا قديمًا نسبيًا، ويقع في مستوى مجرة درب التبانة، ويبلغ عمره ضعف عمر الشمس وفي نفس الوقت يعتبر أقدم جرم سماوي، ويمكن رؤيته بالعين المجردة أحيانًا، وبمجرد أن يستنفد حارس السماء إمداداته من الهيليوم، من المرجح أن تنزف طبقاته الخارجية تاركة وراءها بقايا قزم أبيض ويذهب في للفناء.
ومن منا لا يفني؛ فالمادة تتألف من كتل صغيرة تتجاذب وتتنافر وتتحرك حول بعضها، والمادة موجودة في كل مكان. فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) صدق الله العظيم. إن المادة لیست خالدة حتى تكون خالدة مثل الثواب الأبدي أو العقاب الأبدي، وبعبارة اُخرى إن فناء المادة ليس كخلود الثواب والعقاب. کما أن الله سبحانه وتعالى مد الجنّة والنّار دومًا وجعلهما باقيتين قائمتين دائمًا، وكذلك تكون أجسام أهل الجنة وأهل النار مشمولة بهذا القانون. إذ تبقى قائمة حتى تلقى جزاءها الأبدي من عقاب أو ثواب. إن الفناء يحدث فی حالة عدم وجود إمدادات خارجية أو في حالة عدم التجدد. قال تعالى: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” صدق الله العظيم. إنما شأنه عزوجل سبحانه في إيجاد الشيء أنه إذا أراد إحداثه أن يقول له كن فيكون موجودا في الحال لا يتأخر طرفة عين. ولقد أخبرنا الله عن نفوذ مشيئته وبنفوذ قدره، فقال تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سعدت جدا بمقالة “حارس السماء “التي أبدع فيها سعادة الدكتور سلمان بن زايد الحارثي ، حيث أوضح كثير من المعلومات عن هذا النجم الذي يسمى النجم الأحمر، ويزيد حجمه كثيراعن الشمس، وكذلك لمعان إنعكاسات شعاعه يفوق الشمس بكثير ، مقالة قيمة ومفيدة جدا ، وفق الله سعادته وسدد خطاه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى