عرّف البعض التّفكير بأنّه كل ما يقوم العقل الواعي بفعله، وهذا يشمل العمليات الإدراكية، والحساب الذّهني، وتذكّر الأشياء كرقم الهاتف أو استحضار صورة معيّنة من الماضي وغيرها، ويُشار أيضًا إلى أنّ التّفكير هو الحوار الدّاخلي المكثّف والموسّع، والذي يسمح بدمج المعلومات التي يحلّلها الدّماغ، ويشار أيضًا إلى أن التفكير هو الوصول إلى حلول إبداعية في حل المشكلة.
وسوف أتناول معكم في هذا المقال مستويين من التفكير (المستوى الأساسي/ المستوى المركب).. المستوى الأول التفكير الأساسي، وهو النشاطات العقلية غير المعقدة التي تتطلب ممارسة مهارات التفكير الأساسية بمستوياتها الثلاثة الدنيا حسب تصنيفها في جدول دبلوم (المعرفة، والاستيعاب، والتطبيق).
وهذه المهارات لا بد أن يتقنها الفرد حتى ينتقل من المستوى الأساسي إلى مستوى التفكير المركب..
المستوى الثاني: يطلق عليه التفكير المركب، وهو النشاطات العقلية الأكثر تعقيدًا التي تتطلب ممارسة مهارات التفكير العليا بمستوياتها الثلاثة حسب تصنيفها في جدول دبلوم (التحليل، والتركيب، والتقويم).
وهو التفكير والبحث المخطط المدروس الذي يسير فيه الإنسان بمستوى عالٍ من العمليات العقلية حتي يتمكن من الوصول إلى هدف، وفي هذا النوع من التفكير يستدعي الإنسان الخيرات السابقة (التعلم البنائي) التي قد أسهمت في حل مشكلات وصعوبات متشابهة في الماضي. وعندما تكون الصعوبة التي عرضت على الإنسان جديدة؛ فإنه يقوم باستدعاء استراتيجية التفكير (أسلوب التفكير) التي اعتمدها في الماضي لتجاوز وحل مثل هذه الصعوبات.
يضم هذا النوع من التفكير مجموعة من العمليات العقلية الأكثر تعقيدًا مثل مهارات حل المشكلات، واتخاذ القرار، والتفكير الناقد، والإبداعي، والمنطقي، والعلمي.
ومنهم من وضع للتفكير مستوى وسطي يقع بين التفكير البسيط والتفكير المركب، وهو المستوى الوسطى: وتتضمن مهارات أكثر تعقيدًا من مهارات المستويات الدنيا مثل: مهارات الشرح والتوضيح والمقارنة، والتصنيف والترتيب والتطبيق والاستنتاج وغيرها.
لا بد من توفر مهارات التفكير البسيطة لدى الفرد حتى يتسنى له الانتقال إلى مستويات التفكير الوسطي ومستويات التفكير المركب.
– باحثة في التفكير
