كلمة مكة
تباينت ردود الأفعال حيال قرار أوبك بلس بخصوص تخفيض إنتاجها ٢ مليون برميل يوميًا، وتم تسييس القرار رغم أنه قرار تدفعه المصلحة الاقتصادية لمجموعة دول أوبك بلس؛ والأغرب مسارعة بعض الأصوات في الإدارة الأمريكية للمطالبة بفرض عقوبات على السعودية!
وفي ظل ما تمارسه أمريكا من ضغوط على منتجي النفط رغم حرصهم على سعر عادل؛ فهي في ذات الوقت تبتز حلفاءها الأوروبيين برفع سعر الغاز الأميركي.
السياسة الخارجية للمملكة تفرضها المصالح الوطنية العليا واستقلال وسيادة القرار الوطني والتعامل بندية مع الحلفاء والأصدقاء، وتنظر السعودية شرقًا بشكل خاص بعد التحولات الكبرى التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية لتنويع تحالفاتها وشراكاتها بما يضمن لها تحقيق مصالحها واستقرار أمنها القومي.
والمتأمل في التصريحات الصادرة من البيت الأبيض يدرك أنه هروب للأمام لقرب موعد انتخابات الكونجرس وخشية الحزب الديموقراطي الحاكم من هيمنة الحزب الجمهوري الذي سيحبط محاولات بايدن في إتمام الاتفاق النووي وغيرها من القرارات، ومحاولة الحزب الديمقراطي تسييس قرار الخفض، واعتباره انحيازًا لروسيا ضد الولايات المتحدة الأمريكية لا يوجد ما يدعمه، ومحاولة بائسة لإرضاء الرأي العام الأمريكي، وتبرير ارتفاع أسعار الطاقة التي أرهقت المستهلك الأمريكي، وقللت من شعبية الحزب الديموقراطي.
لو أرادت دول أوبك بلس الانحياز للروس لفكت ارتباط البترول بالدولار وربطته بسلة عمولات؟!
العلاقات السعودية الأمريكية متجذرة تاريخيًا، وهناك أوقات تتسم بالتوتر واختلاف وجهات النظر، وهذا وارد بين الحلفاء والأصدقاء لكن محاولة البعض ابتزاز السعودية لن يكتب لها النجاح.