مَازِلْتَ تُحَاوِلُ إِيقَاعِي
فِي حَبْلِ هَوَاكَ الْأَقْطَاعِ
خَيَّبْتَ ظُنُونِي فِيكَ فَلَا
أَرْجُوكَ تُحَاوِلْ إِقْنَاعِي
عَبَثًا وَاللَّهِ تُغْرِينِي
بِدَلَالٍ لَيْسَ لَهُ دَاعِي
عَبَثَا تَرْمِينِي بِسِهَامٍ
مِنْ قَوْسِكَ بُغْيَةَ إِخْضَاعِي
فَأَنَا رَجُلٌ لَا تُخْضِعُنِي
نَزَوَاتُ الْعِشْقِ الْخَدَّاعِ
هَذَيَانُكِ لَا أَسْتَعْذِبُهُ
تَأْبَاهُ لَعَمْرِي أَسْمَاعِي
رِفْقًا بِحَيَاءٍ تُهْدِرُهُ
مَا الْحُبُّ بِكَشْفِ الْأَكْوَاعِ
لَا تَأْمَنْ وَصْلِي إِنِّي إِنْ
فَارَقْتُ مُحَالٌ إِرْجَاعِي
يَا كَمْ حَاوَلْتَ بِلَا جَدْوَى
فِي سِجْنِ دَلَالِكَ إِيدَاعِي
لَا تَخْلَعْ ثَوْبَ الْعِفَّةِ مَا
قَلْبِي بِمُبَالٍ بِخِلَاعِ
لَا تُمْتِعُنِي خَلَوَاتُ هَوىً
وَالْعِفَّةُ غَايَةُ إِمْتَاعِي
مَعْذِرَةً عِشْقُكَ لَيْسَ سِوَى
عَادَاتٍ مِنْ سَقْطِ مَتَاعِ
إِغْرَاؤُكَ لِي هُوَ مَضْيَعَةٌ
فَلِذَاكَ أَنَا لَسْتُ أَرَاعِي
مَهْمَا قَدْ حَاوَلْتَ فَإِنِّي
لِمُجُونِكَ لَسْتُ بِمُنْصَاعِ
لَوْ تَجْعَلُ سَيْفَكَ فِي عُنُقِي
وَتُمَدِّدُنِي فِي الْأَنْطَاعِ
مَالِي أُهْدِيكَ إِلَى الْأَعْلَى
وَتُمَرِّغُنِي تَحْتَ الْقَاعِ
قَدْ كُنْتُ لِجُرْحِكَ تَرْيَاقًا
فَإِذَا بِكَ تُوقِظُ أَوْجَاعِي
وَرَسَمْتُ بِوَجْهِكَ بَسْمَاتٍ
وَأَبَحْتَ عَدِمْتُكَ إِدْمَاعِي
أَعْتَدْتُ لِبَوْحِكَ مُتَّكَأً
فِي قَلْبِي بَيْنَ الْأَضْلَاعِ
لَكِنَّكَ قَدْ أَوْدَعْتَ بِهِ
سِكِّينَ جَفَاكَ بِإِبْدَاعِ
وَاسْتَأْمَنْتُكَ يَا خَيْبَةَ مَنْ
قَدْ جَعَلَ الذِّئْبَ لَهُ رَاعِ
لَنْ تَسْتَعْبِدَ قَلْبِي عَفْواً
أَنَا لَسْتُ كَبَاقِي الْأَتْبَاعِ
أَنَا عُذْرِيٌّ فِي عَاطِفَتِي
فِي أَشْوَاقِي فِي اسْتِطْلَاعِي
مَا يَوْمًا جَاوَزْتُ حُدُودِي
مَا يَوْمًا غَيَّرْتُ قِنَاعِي
لَا تُطْرِبُنِي إِلَّا امْرَأَةٌ
مَحْمُودَةُ ذِكْرٍ وَطِبَاعِ
لَا يُفْتِنُنِي غُنْجٌ إِنِّي
بِالتَّقْوَى حَصَّنْتُ قِلَاعِي
أَرِدُ الِغُدْرَانَ إِذَا عَذُبَتْ
مِنْ خَيْرٍ مَجَارٍ وَتِلَاعِ
وَشَرِبْتُ مِنَ الْعِزِّ كُؤُوسًا
مَا هِمْتُ بِشُرْبِ الْفُقَّاعِ
وَرَضِعْتُ مِنَ الْحِكْمَةِ قِدْمًا
مَا أَنَا لِلْجَهْلِ بِرَضَّاعِ
أَرْعَى لِلْجِيرَةِ حُرْمَتَهَا
وَأَخُو غَوْثٍ ذُو إِشْفَاعِ
أَفْدِي رَبْعِي عِنْدَ الْبَلْوَى
وَأُجِيبُ إِذَا يَدْعُو الدَّاعِي
وَإِذَا اسْتُدْعِيتُ لِنَائِبَةٍ
فَابْشِرْ بِكَرِيمٍ مِطْوَاعِي
وَأَصُونُ الْعِرْضَ وَأَحْفَظُهُ
مَا لِلْعَرْضُ لَدَيَّ بِمُبْتَاعِ
وَأَسِيرُ عَلَى نَهْجِ جُدُودِي
فِي الْمَجْدِ وَفِي طُولِ الْبَاعِ
وَلِعَادَتِهِمِ وَلِدَيْدَنِهِمْ
مَا عِشْتُ فَلَسْتُ بَضَيَّاعِ
فَأَنَا مِشْعَلُ مِنْ آلِ عَلِي
وَالسَّادَةُ شِمَّرْ أَشْيَاعِي
لُقِّنْتُ وَرَبِّي فِي
= مِنْهُمْ شِيَمًا بِالْأَنْوَاعِ
بِالْخَيْرِ أُجَازِي أَضْعَافًا
وَأَرُدُّ الصَّاعَ بِأَصْوَاعِ
وَإِذَا اصْطَدْتُ فَصَيْدِي حُرٌّ
لَا أَرْضَى أَجْيَافَ ضِبَاعِ
لَا أَطْمَعُ إِلَّا فِي الْجَوْزَا
وَالْجَوْزَا أَصْغَرُ أَطْمَاعِي
إِنْ خُضْتُ الْبَحرَ فَلَا أَعْلُو
سُفُنَا تَجْرِي دُونَ شِرَاعِ
وَحَيَائِي غُصْنٌ لَمْ يَهْتَزْ
هَيْهَاتَ بِرِيحٍ زَعْزَاعِ
وَضَمِيرِي حَيٌّ لَمْ يَنْبُضْ
يَوْمًا بِتَفَاهَاتِ رِعَاعِ
وَإِذَا عَاشَرْتُ مُعَاشَرَتِي
بِالْإِحْسَانِ وَبِالْإِنْفَاعِ
وَلِقَلْبِي بَوْصَلَةٌ تَجْرِي
وَيُوَجِّهُهُا عَقْلٌ وَاعِ
لَا تَأْسِرُنِي إِلَّا ظَبْيٌ
تَرْعَى فِي خَصْبٍ وَرِتَاعِ
تَرْمِي الآسَادَ بِنَظْرَتُهَا
وَتُرَوِّضُ أَنْيَابَ أَفَاعِي
مَمْلُوءَةُ حُسْنٍ وَجَلَالٍ
مَمْشُوقَةُ سَاقٍ وَدِراعِ
فِي بَسْتَمَتِهَا مَعَ طَلْعَتِهَا
كَالشَّمْسِ غَدَاةَ الْإِشْعَاعِ
الشَّعْرُ كَأَعْدَاقِ نَخِيلٍ
وَالْخَصْرُ كَعُودِ النَّعْنَاعِ
وَشِفَاهٌ سُبْحَانَ الْبَارِي
لَمَعَتْ كَحُسَامِ الْقَعْقَاعِ
هِيَ مُوسِقَى فِي هَمْسَتِهَا
وَاجِبُهَا ضَبْطُ الْإِيقَاعِ
مَنْ لِمُتَيَّمِ قَلْبٍ فِيهَا
وَلِمَيْتٍ لَيْسَ لَهُ نَاعِي
يَا رَبِّ اْجْعَلْنِي فِي الدُّنْيَا
مَشْكُورَ مَرَامٍ وَمَسَاعِي
وَصَلَاةٌ مَعْ خَيْرِ سَلَامٍ
لٍرَسُولِ اللَّهِ بِإِجْمَاعِ