بعض المشاهدات الإعلامية في الشأن الرياضي، في كثير من المواقف تحمل تناقضات كثيرة في الآراء وفق ميول خاصة تفرض تبنّي بعض وجهات النظر لأهداف مرتبطة بالعاطفة، ولا أظن المتابع الرياضي يحتاج فراسة خارقة حتى يكتشفها ويقرر التحفظ عليها، أو يلغي مصداقية هذا البرنامج أو ذاك، وخاصة التباين في الآراء المستهلكة والمتكررة في كل مرة. دون أن يكون لها فائدة واضحة تساعد على إحداث التغيير المناسب الذي يصب في مصلحة الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وبكل أسف هناك من يعمل على تعزيز بعض الأفكار السيئة دون أن يشعر، هؤلاء لا يحتاجهم المتابع الرياضي، ولا يمكن أن يضحي بوقته الثمين حتى يتابع مثل تلك الآراء السطحية والبليدة!
فحين يخرج إعلامي شهير، ويتحدث عن عدم ضرورة الصدق والتعاطي مع الأحداث الرياضية بكل وضوح وشفافية في الإعلام الرياضي حسب وصفه، ويروّج لأمور خارج إطار الحقيقة، هنا سنفقد قيمة الحقيقة، ولن يكون لها أي تأثير مع مرور الوقت، هذا الاعتراف خطير وغير مقبول في أي مجال من مجالات الحياة، فالإعلام وجد لأن يكون صوت الحقيقة، وسيظل رسالته، ومهما كان حجم الحقيقة يجب أن تبقى عنوانًا لحياة تنبض بالصدق والمواجهة لحل الكثير من المشاكل، وحين نفرض الإثارة الإعلامية المفتعلة على حساب الحقيقة، فنحن نضحي بأهم مبدأ من مبادئ الإعلام الراسخة في كل المجتمعات حول العالم، ومن يساعد على تجاوز الحقيقة والتقليل من شأنها بحجة المتابعة وزيادة المشاهدات، لا يمكن يكون ملمًا بكل أبعاد هذا العمل ومدى ضرره على المجتمع .
اليوم نحن في الوسط الرياضي أمام مساحة كبيرة من الحرية في الطرح، ومن المهم أن يكون لهذا الطرح ضوابط مرتبطة بالحقيقة وحين يخرج هذا الطرح عن مسار ه الصحيح، معللين ذلك بحرية الرأي وطرح وجهات النظر المختلفة للنقاش، من المهم أن يتوقف هذا العبث بتدخل المسؤول بشكل عاجل لتقييم وتقويم هذا العمل، فالرسالة الإعلامية مرتبطة بمنظومة عمل دورها التوجيه والمتابعة دون وضع أي استثناءات، مهما كان نوع العمل الإعلامي وقيمته .
اليوم لم يعد العمل الإعلامي مقتصرًا على الممارسات الإعلامية في بعض وسائل الإعلام الرئيسة كالصحف والقنوات المتلفزة، فالإعلامي الذي يمثل صحيفة معينة أو قناة تلفزيونية مطالب بالصدق مع المتابع، حتى وإن كان خروجه بشكل خاص بعيد عن مؤسسته الإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، كشخصية إعلامية من المهم أن تكون شخصية الإعلامي في أفضل حالاتها، وتتحرك وفق ضوابط إعلامية في إطار عام يضع الحقيقة عنوانًا رئيسًا لعمله أمام المتلقي .
وقفة: بعض الأفعال سيئة وغريبة وغير لائقة، وقد تكون المبررات أكثر سوءًا!