المقالات

رفيقة المكفوفين

يحتفل العالم في الخامس عشر من شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للعصا البيضاء، وهو مناسبة دولية يحرص الجميع فيها على التعريف بحقوق ذوي الإعاقة البصرية بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص في كافة المجالات، ومن أبرز تلك المجالات توفير التنقل الآمن لهم، ومن ركائز هذا التنقل هو استخدام العصى البيضاء فقد تم اختيارها كرمز مهم للاستقلالية.
تعد العصى البيضاء أداة اكتشاف وبحث في البيئتين القريبة والبعيدة؛ فهي تمكن الشخص من التوصل للعقبات والعوائق ليتجنبها كما أنها تكشف له ما يحيط به من الأجسام المجهولة بالنسبة له، يتم استخدام العصى بطريقة فنية حتى تؤدي رسالتها وما صممت من أجله، فهي تستخدم بطريقة معينة وذلك بتحريكها إلى الأمام والجانبين بمسافة لا تتعدى محيط الجسم لأن في ذلك خطر على الآخرين، وللعصى عدة أنواع وأطوال فكلما كانت البيئة مجهولة زاد طول العصا أما إذا كانت البيئة محدودة ومؤلوفة فيمكن استخدام عصا قصيرة وذلك لتفادي المعوقات فقط. مما تتكون العصا البيضاء؟ تتكون العصا من ثلاثة أجزاء هي: المقبض وله أنواع وأشكال بحسب المادة المصنوع منها، الساق وقد يتكون من قطعة واحدة إلى خمس قطع حسب احتياج المستخدم وطوله، النهاية الطرفية وهي القطعة الملامسة للأرض ولها أشكال مختلفة بحسب المكان، أما عن أنواع وألوان العصا فمن أنواعها العصا القابلة للطي، وهي التي يكون بين قطعها حبل متصل؛ وذلك لطيها وبسطها وأيضًا من أنواعها العصا المتداخلة، وهي عصا ذات وصلات متداخلة تكون هذه الوصلات حسب قياسات طول الفرد سواء من الأطفال أو الكبار. أما عن الألوان فالأبيض هو اللون السائد وفي بعض البلدان يكون الجزء السفلي منها مطليًا باللون الأحمر، وهو في الأصل لتنبيه قائدي المركبات خصوصًا في الليل، وقد يرمز اللون الأحمر في بعض الدول إلى أن حامل العصا من متعددي العوق الصم المكفوفين. أما عن الطول الذي ينبغي أن يكون للعصى فهو أن تكون نهاية العصا ملامسة للأرض ورأسها عند أعلى الصدر؛ وذلك حسب طول مستخدمها.
ينبغي أن يبدأ تعليم استعمال العصا للمكفوفين وضعاف البصر من الطفولة، ويفترض ألا يخجل الكفيف وضعيف البصر من استخدام العصا خصوصًا في الأماكن العامة والتي لا يوجد فيها من يساعده فهي أحد أدوات التوجه والحركة، وينبغي على الكفيف وأسرته ومن يهمهم الأمر أن يستفيدوا من المحتوى الموجود عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فهناك عدد من المختصين أثروا الشبكة بمعلوماتهم القيّمة.

وللعصى فوائد ذكرناها وسنعيد بعضها ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المساعدة في تحسس الطريق واتقاء الاصطدام بالأجسام أثناء الحركة، كذلك تكون وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن حامل هذه العصا من ذوي الإعاقة البصرية لمن يريد أن يتطوع لمساعدته وأيضًا لتنبيه قادة المركبات لتوخي الحذر، كما أنها تشعر حاملها بالأمان: من الأمور الصعبة التي تواجهه في المشي، فهو لا يعلم ما تخبئه له الخطوة القادمة من أخطار، فربما تقابله حفرة أو سلم أو حائط أمامه، وبالتأكيد العصا هنا لها دور كبير في تأمين طريقه، وجعله يشعر بالاستقلالية والخصوصية في تنقلاته. أخيرًا فإن هذا اليوم هو فرصة لنشر رسالة مفادها قدرة المكفوفين ورغبتهم في توفير بيئة للتنقل آمن وإكسابهم المزيد من الثقة والمسؤولية والدور الفاعل في المجتمع.

عبدالوهاب القفعي

معلم تربية خاصة مسار بصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى