باتريشيا بايس هاروسكي هي أول من ابتدعت اليوم العالمي للمدير وسجلته في غرفة التجارة الأمريكية في عام 1958م ومن ثمّ أصبح يوم عيد ميلادها هو الموعد الرسمي لليوم العالمي للمدير فقد تم إنشاء هذا اليوم خصيصاً للموظفين؛ لشكر رؤسائهم، ولتحسين العلاقات الداخلية بين المديرين وموظفيهم. وفي عام 1962م تم التأييد من أوتو كيرنر حاكم إلينوي لتسجيل اليوم رسمياً؛ للاحتفال به في كل عام بينما هناك العديد من المعارضين لفكرة الاحتفال بهذا اليوم بسبب عدم إلزامهم بشراء هدايا لمديرهم. وقد انطلق مؤخراً اليوم العالمي للمدير وبطبيعة الحال يعد هذا اليوم من الأيام العالمية وتحت رعاية الأمم المتحدة لأيام عديدة مماثلة ومنها اليوم العالمي للوالدين، واليوم العالمي لليوم الإنساني، واليوم العالمي للمعلم، وغيره من الأيام.
وعلي أي حال يبدو وللوهلة الأولى أن الصورة النمطية في أغلب أذهان الموظفين هي تصور المدير في وضع المتسلط، ولا يقبل التشاور، ولا يتصف بالمرونة، ويطبق النظام بكل صرامة وهذه رؤية تنقصها الكثير من الحقائق.. فما هذا المدير في حقيقة الأمر إلا إنسان يمتلك المشاعر والأحاسيس الإنسانية مثله مثل أي موظف، ولديه العديد من الالتزامات الاجتماعية خارج نطاق العمل، وله حقوق وعليه واجبات ولكن هذا نصيبه وقدره في تسلم منصب إداري يقتضي عليه القيام بالمسؤوليات والمهام الموكلة وإنجازها على أتم وجه وعلاوة على ذلك هو المسؤول الأول والأخير في كل صغيرة وكبيرة أمام الجهات التنظيمية الأعلى في منظمته الرسمية، وقد يحاسب بشدة إذا كان هناك تقصير أو حتى اجتهاد خاطئ، كما من الممكن أن يعفى من منصبه أيضاً في أقرب وقت مناسب. وفي الوقت نفسه نعم يوجد عينات من المديرين تتصف بصفات غير متوافقة مع الآخرين من التعامل بتعجرف وقسوة ولكن لا يصح التعميم فلكل قاعدة استثناء.
ومن من المأمول أن نحتفل بالمدير في يومه العالمي سواءً كان هذا المدير في منشأة تعليمية، أو منشأة فنية، أو منشأة خدمية، أو منشأة أهلية بصورة أفضل وبالتماهي مع هذا الاحتفال العالمي الجميل يجب أن يُعطى المدير جميع الإمكانيات البشرية المتميزة، والإمكانيات المادية الكبيرة، إضافة إلى الإمكانيات الفنية اللازمة، ولا مانع بعد ذلك من محاسبته بدقة. فمن المؤكد أن للنجاح أدوات متعارف عليها في أوساط العمل تساعد لتحقيق كل المنجزات المطلوبة التي تحددها الإدارة العليا. فليس من المقبول أن يبدأ أي مدير موسمه الوظيفي الفعال وتنقصه العديد من متطلبات التفوق والنجاح ومن ثمّ يأتي من يطالبه بتحقيق أهداف المنظمة بكل حذافيرها فمن المستحيل المطالبة بالمنجز المأمول دون أن نبذل أهم أسباب إحراز تحقيق هذا المنجز. وعموماً نأمل أن لا ينطبق بيت الشعر العربي على المديرين: “ألقاه في اليوم مكتوفاً وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء” وكل عام والمدير بأجمل وأرق حال في العالم.
من أصدق ماقرأت …بورك فيك