تنتشر هذه الآونة الحوارات الكثيرة في الواقع الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، وكذلك الحال في المجالس العامة والمنتديات وقليلًا من المتحاورين من يجيد ثقافة الحوار أما البقية الباقية؛ فهم يذهبون إلى قول: (ما أُريكم إلا ما أرى) ويتحتم عليك إذا كنت من المتابعين لهم أن تقول:(سمعنا وأطعنا) حتى وإن لم تفهم ما يرمي إليه المتحدث؛ لتستمر معه في منصة التواصل أو في مكان الحديث وإلا مصيرك الاستبعاد والحذف والحظر والإزالة دونما ذنب سوى تمسكك بالرأي الآخر الذي لا يروق له !!!
ثم نتظاهر أمام الآخرين أننا نقبل الرأي والرأي الآخر، وأنَّ أمرنا شورى بيننا والواقع يقول عكس ذلك ! لكن :- (ومهما يكن عند امرئ من خليقةٍ # وإن خالها تخفى على الناسر تُعْلَمِ).
إذًا لماذا لا يكون لدينا لباقة في إدارة الحوار؟ ومنح فرصة للنفس بالاستماع بدلًا من التحدث ؟ وأخذ نَفَس طويل قبل الإجابة أو المداخلة؟ واختيار أفضل العبارات بعيدًا عن التشنج والانفراد بالرأي، والاستحواذ على المجلس أو منصة التواصل.
ولماذا لا نتفهم أن ثقافة الحوار تعني قبول الآخر بما هو عليه من اختلاف دينيّ أو مذهبي أو عرقيّ أو سياسيّ، واحترام التعدديّة عند الاستماع له ولآرائه ثم الإدلاء بما لديك حتى وإن اختلفت معه دون تشنج أو تهكم أو إقصاء.
لذلك فإنَّ من الآداب اللازمة في ثقافة الحوار اللباقة، وسمو الأخلاق والصدق، وحسن الاستماع، واحترام الطرف الآخر مهما اختلفت معه لأنَّ اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
كما أنه من المهم الابتعاد عن الغيبة والنميمة، والتجريح والعبارات الخادشة للحياء مهما صدر من الطرف الآخر من سلوكيات ربما لا تتقبلها؛ لأن مثل هذه المواقف تتطلب رباطة الجأش، والتصرف بالحكمة والابتعاد عن الجدل الذي لا طائل من ورائه سوى خسارة الأصدقاء، وبعثرة الآراء، ودمتم بخير.
شكرا ابا رايد