منطقة الباحة كغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية ولّادة للمبدعين وأقول وأؤكد أن شظف الحياة التي عاشها الآباء والأجداد في هذه الجبال الشاهقة من منطقة الحجاز جعلت من رجالها وأبنائهم وأحفادهم رجالا يشار لهم بالبنان في مسيرة حياتهم وأؤكد بأن الماء النقي يخرج من بين صمّ الحجارة لا من الكدر والطين وهكذا هم سكانها الذين عجنتهم الحياة من الصغر وجعلت منهم أفذاذا في مواقعهم الريادية والقيادية وحتى من لم تتاح لهم فرص التعليم في البدايات كانوا حفاظا لكتاب الله الكريم ومن تيسرت له الحياة وسافر للمدن القريبة ومنها مكة والطائف وجدة ومن استطاع السفر للمناطق البعيدة كالرياض والشرقية شقوا طريقهم بقوة حتى أصبحوا علامات فارقة في مواقع إقامتهم في أمهات المدن وحتى تأريخه بفضل الله تعالى ثم بفضل الفرص التي هيأتها وأتاحتها دولتنا الرائدة لسكانها كان ابن الباحة من السباقين لمنصات التتويج في مجالات كثيرة في خدمة الدين والمليك والوطن .
ما تقدم في مقالتي هذه هو توطئة لما أريد الحديث عنه حول علم من أعلام منطقة الباحة إنه المذيع المتألق ” حامد الغامدي ” هذا الاسم الذي لا يكاد يذكر إلا ويرتبط ذهنيا بأبي فهد الذي خرج من من بين صلب وترائب بني ظبيان التي عرفها الكثير بأسماء النابغين فيها وهم كثر يستحقون الإشادة وذكر الأسماء لولا أننا بصدد تسليط بعض الضوء على أحد أبنائها الذين ذاعت شهرتهم ليس على المستوى المحلي بل على المستوى الداخلي والخارجي كونه وضع لنفسه مكانة في ساحة الإعلام المسموع والمشاهد على وجه التحديد وما سأكتبه قد لا يرقى لمكانته الإعلامية ولكن عزائي أن الصديق الكاتب المحترف ” عبده الأسمري ” قد كتب عنه مقالا أحسبه من أجمل ما كتب عن السير للنبلاء من أبناء بني جلدته تحت عنوان ” حامد الغامدي .. أنيق الشاشة صديق المشاهدين ” وأحسب أنني ساساهم بغيض من فيض ما كتب عنه وآخرون لما حقق من منجزات إعلامية على الشاشة السعودية عبر سني عمله منذ انتمى لهذا العمل بعد تخرجه من جامعة الإمام محمد بن سعود ونيله درجة الماجستير من أمريكا وهو على راس العمل في ” سياسة الإدارة الإعلامية ” وقبل هذا وذاك لا ننسى أنه خريج المعهد العلمي بالباحة الذي تخرج منه أفذاذٌ آخرون وبرعوا وبرزوا في مجالات أعمالهم وتنمية مواهبهم في الشعر والأدب وفي مجالات أخرى كان لهذا المعهد ومن قام عليه قبل عشرات السنين الفضل بعد الله في تعليمهم وظهورهم ومازالوا يدينون بالفضل لما تعلموه من أساتذتهم وبالذات في مجال اللغة العربية وعلومها وكانوا خير سفراء له في مواصلة تعليمهم ونبوغهم في مواقع أعمالهم ومنهم واسطة عقدهم ضيفنا اليوم المذيع المتألق ” حامد الغامدي ” الظبياني أحد أحفاد ( أبو الأعرج الظبياني الغامدي ) ذلك الصحابي الذي حمل راية غامد يوم القادسية .
نعود لأبي فهد ونذكر القراء بأن هذا الإعلامي حاز على العديد من شهادات التقدير والميداليات والدروع والأوسمة من جهات كثيرة تقديراً لجهوده الاعلامية واليوم يتوج بالتكريم في العاصمة الرياض ضمن كوكبة عربية من رواد العمل الإذاعي والتلفزيوني عربياً وهم سبعة مذيعين ضمن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته ( 22 ) والغامدي حامد كان له صيته وسمعته عشرات السنين وهو يتربع على كرسي الشاشة مذيعا لنشرات الأخبار الرئيسية ومعدا لعدد من البرامج الناجحة ومقدما لبرامج نوعية ارتبط نوعها ووقتها بذهن ملايين المشاهدين على مستوى الكرة الأرضية بالانتظار والمتابعة ومنها على سبيل المثال لا الحصر برنامج ” سباق المشاهدين ” الذي انطلق عام 1998م الذي استمر قرابة عقد من الزمن وجد صداه في العالم بشكل ليس له مثيل من خلال ما قدم من مسابقات واستضافته للعديد من نجوم الشاشة في العمل التمثيلي والغنائي وغيرها من وجوه الشاشات العربية كذلك برامج أخرى ومنها مسرح المسابقات وسباق مع الساعة وإعداد لمجلة التلفزيون وبرنامج ما يطلبه المشاهدون وبرنامج اخترنا لكم ومشوار الثلاثاء وشريط الفنون إلى جانب تعاونه مع بعض القنوات العربية العلمية ورحلاته التي ارتبطت بتغطية زيارات ملوك البلاد وأمرائها خارج المملكة ونشاطاته المتنوعة التي جعلت منه نجما لامعا بين زملائه الذين شاركوه التميز في فترات مضت حتى ترجل عن محبوبته الشاشة السعودية واستقر في مسقط رأسه في بني ظبيان يستقبل محبيه ويودعهم بالترحاب وكرم الضيافة وطيبة النفس إلى جانب أخيه محمد هضبان الذي تتلمذ على يده في تعاونه مع التلفاز مراسلا من الباحة ومقدما لبرامج وتغطيات متنوعة من منطقته في مواسم كثيرة وهو اليوم مديرا للمركز الإعلامي إلى جانب عمله في التعليم .
حسبنا في هذه العجالة أننا قدمنا جزءا قليلا من سيرة أبي فهد الإعلامي ” حامد الغامدي ” ولعلنا قد وضعنا بصمة من حياته الحافلة بالعطاء الذي تترجمه الصورة التي رصع بها جدران مجلسه في منزله العامر ببني ظبيان ولعله يكون هذا الجهد المتواضع مني دافعا لنرى في قادم الأيام سيرته الذاتية مدعمة بالصور بين أيدي القراء الذين سيستفيدون من تجربته الثرية ونضاله من أجل الإعلام بهذا الوطن وما تحقق فيه من منجزات على أيدي ملوكه الأبرار من تاريخ تأسيسه وتوحيده على يد جلالة الملك عبد العزيز – يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – والنقلات النوعية التي بدأت من صحراء قاحلة إلى مناجم ومصانع ومكانة دولية تسابق الزمن في بضع سنوات مع الدول المتقدمة بعشرات السنين والله من وراء القصد .
انعطاف قلم
نداء لن يكون الأخير وحتى نرى كوبري بوا الواقع ضمن طرق محافظة الطائف وهو مكاملاً نناشد سمو أمير المحافظة بالتدخل السريع لإكمال هذا المشروع الذي ولد خديجاً من قبل عشر سنوات ومازال متعثراً رغم ما له من أهميّة كما ندعو المسؤولين عن الطرق في منطقتي مكة والباحة بالتعاون لإنها هذا التعثر الذي دخل عقده الثاني بالرغم من اكتمال بناء عدد من الجسور التي ترقد على اتجاهه نحو الباحة وتنتظر من يقوم بوضعها في موقعها الصحيح من الكوبري الذي أصبح علامة فارقة في سوء ما به من تعثر .