المقالات

اليوم الوطني لسلامة الطرق

صادف يوم 13 أكتوبر الماضي اليوم الوطني لسلامة الطرق، والذي أطلقه المركز الوطني لسلامة الطرق المستظل تحت وزارة النقل والخدمات اللوجستية..
وقد شكّل ذلك اليوم فرصة مناسبة للتذكير بأهمية سلامة الطرق، كونها عنصرًا مهمًا من عناصر السلامة المرورية، فسلامة الطرق تعني باختصار شديد أن تكون مهيأة تهيئة كاملة حتى تؤدي دورها المنوط بها..
ومن الضروري أن نعي أننا جميعًا مسؤولون عن سلامة الطرق بأدوار متفاوتة، فالجهات المعنية بإنشاء الطرق تقع عليها مسؤولية إنشاء طرق تتوفر فيها كافة المعينات المفضية إلى السلامة المنشودة ومن ذلك جودة السفلتة والإضاءة، جودة التصريف للمياه والسيول، وجود شبك في الطرق السريعة لتجنب عبور الحيوانات السائبة، وضع الإشارات المرورية بشكل واضح لتحديد حركة السير، والصيانة الدورية والتقيد بأعلى المعايير في الإنشاء..
كما تقع مسؤولية مضاعفة على المواطن في التعامل مع هذه الطرق بما يحفظ سلامتها، ومن ذلك اتباع الإرشادات الضامنة للسلامة المرورية والمثبتة في الطرقات.
كذلك يقع على الإعلام والمؤسسات المدنية دور مهم في إشاعة ثقافة سلامة الطرق؛ وذلك من خلال تكثيف الندوات والمحاضرات، وتنويع أساليب التوعية، واستهداف قطاع الشباب على وجه التحديد، سواءً في المراحل التعليمية المختلفة، أو في الأندية، أو غيرها مما يجعل من هذه الثقافة أمرًا حاضرًا في وعْيهم، وأتمنى أن تشارك وزارة التعليم في هذا الأمر بإدراج موضوع سلامة الطرق والسلامة المرورية ضمن المناهج ولو على سبيل الاختيار والتثقيف العام.
إن الاحتفاء باليوم الوطني لسلامة الطرق يلزمنا أن نثمِّن ونشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة النقل والخدمات اللوجستية وكذلك وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان من خلال المشروعات الساعية نحو إعادة تأهيل البنية التحتية للطرق بالمملكة، وإنشاء طرق جديدة بمواصفات ومعايير قياسية، بما قلل كثيرًا من الحوادث المرورية الناجمة عن الطرق في السابق، قياسًا على المؤشرات الإحصائية الأخيرة، وهذا مؤشر إيجابي يؤكد حرص القيادة – حفظها الله – والجهات ذات الاختصاص في إعطاء هذا الأمر العناية التي يستحق، وهذا ما نشهده اليوم، ونأمل في المزيد منه مستقبلًا، بخاصة وأن سلامة الطرق تمثِّل إحدى العناصر الأساسية في رؤية المملكة 2030م، ومستهدفًا من مستهدفاتها، بما يواكب التطلعات المستقبلية التي تسعى لتحريك قطاعات المجتمع جميعًا وتفعيل دورها في التنمية بما يعني زيادة الحركة، وما تتطلبه من نهضة موازية في سلامة الطرق ضمانًا لحركة انسيايبة وحوادث بنسب أقل -بإذن الله-.

د. علي عثمان مليباري

كاتب وباحث أكاديمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى