المقالات

الملك سلمان صاغ المستقبل لماضٍ عريق وحاضر مشرف

اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بتاريخ الجزيرة العربية، والتاريخ الإسلامي، وانعكاس ذلك على عُمق فهمه -حفظه الله- لمجريات الأحداث.
نجدد ويجدد الشعب السعودي بالبيعة الثامنة في 8 نوفمبر 2022 و3 من ربيع الثاني 1444 عهد حزم وعزم، خير وعطاء، بناء ونماء في وطن مشرق في خضم بحر متلاطم يموج بالأمواج المتلاطمة.
الملك سلمان قلب ينبض بالتاريخ والتراث، عهد عناية بالتاريخ بوصفه يُشكل جانبًا من الهوية الأصلية للمملكة وفي تأصيل للهوية، وانفتاح على الثقافات، قراءته للتاريخ تتصف برؤية ثقافية، واطلاعه على التحولات التاريخية السعودية؛ حيث أدرك طبيعة الدور الذي تضطلع به السعودية عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، من أجل أن تعمل بقدر وافر من أجل تحقيق السلام والتعايش، والتعاون الدولي؛ حيث يُشكل الوعي الثقافي جانبًا مهمًا من جوانب الحياة لدى خادم الحرمين الشريفين.
وضمن اهتمام الملك سلمان بتاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية جعله يوافق على إطلاق اسمه على الكرسي العلمي الذي بادرت جامعة الملك سعود بتأسيسه عام 2009؛ ليهتم بتاريخ الجزيرة وحضارة الجزيرة العربية والتاريخ السعودي.
كما أراد -حفظه الله- أن تكون دارة الملك عبد العزيز التي تأسست عام 1972م لخدمة تاريخ وجغرافيتها وآدابها الفكرية والعمرانية، باعتبار الجزيرة بلاد العرب والإسلام، وأن تخصص لجمع المصادر التاريخية المتعددة من وثائق وغيرها مما له علاقة بالجزيرة والحكومات السعودية المتعاقبة، على أن تكون مرجعًا عالميًا في تاريخ السعودية وتراثها وجغرافيتها، وتكون رافدًا حضاريًا يربط أجيالها، ودائمًا ما كان يردد الملك سلمان -حفظه الله- (الدارة بيت الجميع)، وقد أعيد تشكيل مجلس إدارتها برئاسة خادم الحرمين الشريفين مما أعطى هذا القرار زخمًا كبيرًا، ولفت الأنظار لدى كثيرين داخل السعودية وخارجها، فنمت وتراكمت تجربة الدارة حتى تزايد إنتاجها في وقت قصير جدًا، ما جعلها تصبح مآلًا للباحثين، ومأوى للمصادر التاريخية، حتى أصبحت لها شخصية تتبلور تمزج بين العلمية والموضوعية والوطنية.
كما كان -حفظه الله- على رأس المبادرين بأفكار وأطروحات وخطوات جادة باتجاه المحافظة على التراث وإبرازه مدعاة لفخر أبناء هذا الوطن واعتزازهم بماضيهم المجيد الذي يدفعهم لصياغة مستقبل يليق بماضيهم العريق والحاضر المشرف، واهتم بالحفاظ على العناصر والمواقع التراثية، وتم ترميم الكثير من المعالم التراثية، لا سيما منطقة قصر الحكم التي تضم سلسلة من المعالم التاريخية، منها حصن المصمك التاريخي الذي تم تحويله إلى متحف يعرض مراحل تأسيس المملكة، بجانب تطوير قصور الملك عبد العزيز التاريخية، وفي مقدمتها قصر المربع، كما حظيت الدرعية التاريخية برعاية خاصة من قبل خادم الحرمين الشريفين مع التمسك بقيمتها التاريخية، ولخادم الحرمين الشريفين دور بارز في اعتراف العالم بها من خلال الموافقة على تسجيل حي الطريف في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو؛ لأن خادم الحرمين الشريفين ينظر إلى التراث بوصفه عنصرًا مؤثرًا في الحاضر، حيث يمنح المواطنين حكمة الماضي واستشراف المستقبل، والتراث أيضًا جزءًا من الهوية الأصلية للمملكة، وهي إحدى السبل للتواصل العالمي مع مختلف الحضارات، ما أدى إلى افتتاح فرع مكتبة الملك عبد العزيز بالعاصمة بكين للتفاعل مع الثقافات العالمية، وكذلك إنشاء متحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام الذي تم تدشينه من قبل جامعة الإمام بالاشتراك مع معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت بألمانيا، وفي نفس الوقت تتطلع البشرية مسلمين وغير مسلمين للتعرف على الثقافة السعودية التي هي امتداد للثقافة العربية والإسلامية على مر العصور.
يمنح خادم الحرمين الشريفين المكون الثقافي لهذا الوطن، ويجعله دائمًا ضمن اهتماماته؛ لأنه ينظر للثقافة صانعة حياة، ليس هذا فحسب بل لما تملكه من عناصر مؤثرة تتمثل في الموروثين العربي والإسلامي، ويتطلع العالم والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى الثقافة السعودية العريقة؛ لأنها تحتضن الحرمين الشريفين وما دار فيهما وحولهما من ثراء علمي واسع، ومن اجتهادات فقهية ومن علوم إسلامية.
لذلك يحرص -حفظه الله- بوضع الثقافة في مكانها المرموق، وتقديم لها كل رعاية ودعم التي هي قسمات مهمة في فكر الملك سلمان على الرغم من مشاغله السياسية والاقتصادية وعمله على ترسيخ العلاقات الدبلوماسية من أجل تحقيق حضور سعودي عالمي في مختلف الأرجاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى