“ليس مهماً البطء الذي تسير به ما دمت لا تتوقف “
وليس مهماً شرح تلك العثرات وتلكم المحطات التي كانت في حينها هي أسواء ما بليت به مادامت ستصبح ذكرى تدعو للضحك والاستئناس، وعلى الأغلب مصدراً للفخر ومقاماً للاعتزاز.
تصبّ حكمة كونفوشيوس أو ما يسمونه “نبيّ الصينيين” حول آخر كلمة في تلك المقولة وما سبقها من حرفين “لا تتوقف” أو هذا الذي ينبغي أن نشخَص له ونتمعنه، ونحاول أن نتناسى ما قبله ونتجاهله من باب عدم الاعتراف من جهة، والتهوين من جهة أخرى.
كل المساقات التي نتعاقب فيها هي “قدراً” من النوع الذي يصنِف العقبات كوسمٍ للطريق، وبالتالي فإن مسار الدراسة والعمل والحياة بشكل عام وكذلك العلاقات و و الكثير شئنا أم أبينا واحداً من تلك الطرققانون الحواجز والمعضلات هو سيد الموقف وناموس للمسير.
حين تتصفح مشاريع الناجحين وتاريخ العظماء ستراوح بين الحلقة الأخيرة والصفعات التي قبلها وحين تسوق قصة ما فأنت بلا شك سترمز للنتيجة بإيجاز وتحفظ الوقت لتطنب في كل تلك الحلقات التي سبقت ذلك المنجز ولذلك ستغفل النجاحات أو على أقل تقدير لن تستوقفك كاستيقاف العقبات وجل من يتحدث عنهم سيبني من تلك العوائق والمشكلات محتوى صالح لصنع القدوة، ومحل مستوجب للمذاكرة، ليكون في نهاية المطاف مادة إلهام حلوة تعجز عن صنعها دون تلك المرارة التي تخللها ذلك الطريق.
مادامت عازماً على الوصول فلا مشاح في التوقيت وبما أن ما نرجوه قريب كما قيل فحتى وأن تعثر أو تأخر فهو كائن حاصل، ولعلنا هنا نعزو تلك النظرة إلى يقين يعطينا بقدر ما نؤمن به، ويصطنع ذاته في دواخلنا بقدر ما نصبغ ذواتنا به، وكما تعلمونه فهو عطاء بأخذ وصنيع بصنيع.
ربما يستفزك العجب من أولئك الذين يسقيهم الخيال صوراً مثالية لطرق هي أشبه ما تكون خيالاً، بل ربما تُعجز الخيال كذلك وهل هناك نجاح بلا تعب ووصول بلا سير وغاية بلا جهد؟!
يقال أنّ الحلو بعد المرّ حلو مضاعف،ِ والنجاح بعد الفشل نجاح رابي، بل إن ذات الطعم قد ينعدم بانعدام ضده، كما أن اليسر لم يكن خلفاً لليسر، بل كان خلفاً لضده، وإن مع العسر يسرا.
أخيراً… هي دعوة عامة لعدم الإصغاء (نهائياً) لذلك البطء الذي يتخلل مسيرك وإغفال النظر إليه وكأنك في أفضل حالاتك، كما أنها دعوة للتركيز على وضوح الهدف ونبذ المشتتات مهما بلغت.