انعقد هذه الأيام في مملكة الإنسانية منتدى اقتصادي استثماري عالمي تحت عنوان: (الاستثمار في الإنسانية) وهو بلا شك عنوان عظيم نابع من اهتمامات المملكة العربية السعودية بالإنسان أيًا كان وطنه أو موقعه أو عرقه أو جنسه.
وقد قدمت المملكة العربية السعودية خدماتها الإنسانية لجميع شعوب العالم، ولكل من يحتاج الدعم والمساعدة أيًا كان، ولم يطلق عليها مسمى مملكة الإنسانية من فراغ بل هو نتاج جهود إنسانية كبيرة قدمتها للمحتاجين في جميع أنحاء العالم بكل سخاء.
ولم تمر على دول العالم كارثة طبيعية أو جائحة صحية إلا وكان لوطننا العظيم دور مُشَرِّف للحد من تبعاتها والحيلولة دون انتشارها بل وأصبحت تجاربنا الإغاثية في هذه الجوانب تُدَرّس باعتبارها دروسًا مستفادة وخبرات متراكمة.
ولا يستغرب اهتمام السعودية العُظمى بالإنسان؛ فهو جزء من الرؤية الوطنية 2030 (مجتمع حيوي واقتصاد مُزدهر ووطن طموح) كما أن فطرتنا السليمة وشريعتنا السمحة تحثنا على الاهتمام بالنفس البشرية والمحافظة عليها (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) .
ولذلك فإن الاستثمار في الإنسان يبدأ من تنشئته النشأة الصالحة وحسن تعليمه وتدريبه وبنائه بناءً سليمًا بعيدًا عن المخدرات والتيارات الهدامة، محافظًا على قيمه ومبادئه وثوابته الدينية والاجتماعية، محبًا لولاة أمره، فاعلًا في مجتمعه، مخلصًا لوطنه، مدافعًا عن وطنه ودينه وولاة أمره بكل ما أُوتي من قوة.
في الوقت ذاته فإن الإهتمام بالانسان يتطلب حمايته من الأوبئة الفتاكة والأمراض المزمنة، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة له مع الاهتمام بالإجراءات الوقائية والاحترازية أيضًا.
كذلك العمل على تهيئة البيئة الجاذبة المناسبة لراحته وراحة من يعول ويأتي في مقدمة ذلك تحقيق الأمن في أعلى مؤشراته انطلاقًا من قوله -صلى عليه وسلم-: (من أصبح منكم آمنًا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، وإذا تحققت هذه المعادلة فقد تهيأت البيئة المناسبة.
وفي مملكتنا الحبيبة يعيش الإنسان في أجمل حالاته بفضل الله ثم بالجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة؛ لتحقيق الأمن والأمان والطمأنينة والعيش الكريم للمواطن والمقيم، ونسأل الله أن يديم علينا نعمه، ويسبغ علينا فضله ودمتم آمنين في مملكة الإنسانية.
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
صحيفة مكة المكرمة
الأربعاء ١/ ٤/ ١٤٤٤هـ
شكرا ابار ايد