المقالات

“مسافر” لماذا لا يحب السفر؟

رحل بالأمس عن دنيانا هذه الفانية الشاعرأحمد الصالح «مسافر» الذي قال: إنه “لقب نفسه بـ (مسافر)”، وربما دلّ وضعه لقب (مسافر) مقرونًا باسمه على إحساسه بالغربة، ونفوره من الحياة التي يحياها.
في عدد اليمامة قبل الأخير بتاريخ 20/10/2022 كتب الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي في “ذاكرة حية”، مقالًا تحت عنوان: (أحمد الصالح .. «مسافر» الذي لا يحب السفر) تطرق من خلاله لأهم المحطات في حياته، التي تدل على عدم حبه للسفر:
يذكر القشعمي: (مع بدء الاستعداد لإقامة الأسبوع الثقافي السعودي بالجزائر واختيار نخبة من الأدباء كان من بينهم، اتصلت به وعرضت عليه الفكرة فاعتذر، ومع قرب موعد السفر اتصل به أحد المسؤولين وكرر دعوته فوافق، وعندما أحضر جواز سفره قبل السفر بيوم وجدناه وقد انتهت صلاحيته، فسألته متى آخر مرة سافرت به؟ فقال قبل خمس عشرة سنة، فقلت لقد أخطأ من لقبك بـ (مسافر)، وعندما عرف أن جواز سفره قد انتهى فرح لأنه لا يحب السفر، ولكن خطابًا مستعجلًا لمدير الجوازات حقق تجديد الجواز وتم السفر).
وفي واقعة أخرى يذكر القشعمي: (علمت بعد سنوات أن إحدى بناته قد عينت مدرسة في إحدى مدارس البنات بالزلفي على بعد 250كم فأصبح يحملها يوميًا من الفجر ويعود بها بعد الظهر، وكان يبقى بالسيارة بجوار المدرسة يقرأ ويكتب أو ينام. وبقي لأكثر من سنتين على هذه الحال حتى تم نقلها لمكان آخر. لم يحاول أن يوسط أحدًا من معارفه أو المسؤولين الذين يقدرونه ويحترمون والده أستاذهم الشيخ صالح الصالح رائد التعليم بعنيزة).
وذكر مأساة والده الذي تعرض لحادث سيارة مسرعة أثناء رياضته المعتادة بالمشي على الرصيف. كما ذكر أول سفر له إلى مصر مع الصديق عبدالله الماجد وولادة فكرة تأسيس دار المريخ – ومن هناك طبع ديوانه الأول (عندما يسقط العراف).
رحم الله الشاعر أحمد صالح مسافر، وأسكنه فسيح جناته..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى