المقالات

رسالة لقادة الأمة

المُتابع لأوضاع الوطن العربي، يتوجع ألمًا، وينزف أسى، ويتجرع مهانة
استرجاع ماضينا؛ حيث كانت لنا هيبة وسيادة، وريادة وقيادة، وبنينا حضارة مشرقة ومشرفة مكتملة الأسس والبناء، كانت منابرنا تشع حضارة، وتضيء العالم بالأمجاد ارتقينا بالآداب وتألقنا بالفنون، وأنشأنا المدارس واعتنينا بالمكتبات، وترجمنا وأضفنا في تراث الحضارات من علم وفلسف وألفنا في العلوم، والفضاءات الفلكية، وتضاريس الطبيعة وجوانب الكيمياء، وأبدعنا في رحاب الطب، ونقشنا في جبين الزمن دواوين عشق وحب،
كان عصر ازدهار وافتخار، ورخاء ونماء وعدل وانفتاح وعز، وعزة وحرية وكرامة، وفي عصرنا الرديء المخيف المثير في تطوراته وتداعياته، استسلمنا وركنا إلى الذل والعجز والمهانة؛ فتفرقنا فكرًا وواقعًا واكتسينا لباس الضعف بعد القوة، وحملنا سلاحًا لجهل بعد العلم، والتأخر بعد التقدم والفرقة بعد الاجتماع والخلاف بدل الاختلاف، وأوصلنا إلى حالة اليأس والإحباط والتأزيم، وأصبحنا نعيش في حيرة، وتمزق نفسي وروح منهزمة ونظرة تشاؤمية، من جراء التناقض والتنازع والتناحر والصراع الطائفي المنتج للتعصب والإرهاب بأدوات التفجير؛ ليعم التدمير.
نناشد في هذه القمة العربية قادة العرب التي تقع على عاتقهم مسؤولية كبرى بأن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، وينبذوا الفرقة، والخلاف، وأن يتحدوا ضد التحديات التي يواجهونها ولا يمكن تجاهلها
من تطرف، وإرهاب، وتخلف، وفقر، وعنف، وفتن، وثورات، وضعف، وقهر منغمس في الذل والمهانة وصراع دموي عنيف، مدمر في الشام والعراق ولبنان واليمن وليبيا والصومال،
ومن مواقف القوى الكبرى والإقليمية التي تبث سمومها بدق إسفين الحقد والكراهية في المجتمع العربي لئلا يكون قوة ويُعيد أمجاده.
نريد تنفيذ القرارات والتوصيات التي توصلنا إلى طريق للخروج من هذا النفق المظلم الطويل بكل الوسائل الشرعية، والعقلية الممكنة.
إنها تحديات صعبة، ولكنها ليست مستحيلة إذا وجدت الإدارة المنفتحة الحضارية، والإيمان الصحيح، والوعي الراقي والتسامح والتصالح والتعايش، نستطيع أن نضع خطواتنا على أول الطريق للوصول إلى الاستقرار والأمان، ودفع عجلة الحضارة والتنمية إلى الأمام ؟!!
ومضة:
“ثقافة الحب وسلاح العلم، ينتصر على ثقافة الكراهية وسلاح النابالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى