كنت صغيرًا لم أبلغ السابعة من عمري حين كنت أسكن تلك الفترة من سنين الطفولة في شمال المملكة العربية السعودية مدينة رفحاء؛ حيث كانت لا تبعد كثيرًا عن حدود الشام حين كنت أسكن منزلًا صغيرًا بالقرب من الطريق العام في تلك الفترة التي كنت أقضي بعضًا من الوقت في مشاهدة الشاحنات التي تعبر من السعودية إلى دول الشام؛ فلقد كنت أستمتع كثيرًا بتلك المشاهد؛ فلم أنسَ ذلك اليوم الذي مازال عالقًا بالذاكرة حين هبوب الرياح في شكل لم يكن كالمعتاد؛ حيث كان لونها يميل للاحمرار بينما تسير بسرعة هائلة فنظرت للسماء؛ فوجدت أشياء تتطاير من فوقي ليست طيورًا بل جذوعًا من شجر وبعضًا من أسقف قديمة من المباني الخشبية في تلك المدينة؛ فلقد كانت الساعة تُشير إلى غروب الشمس حين كنت مذهولًا من ذلك المشهد ومازال في ذاكرتي حين أنظر إلى آيات من السماء عظيمة حينما تهب الرياح من عدة جهات، وحين كسوف الشمس في وضح النهار وخسوف القمر في غسق الليل والرعد والبرق مع المطر حين تكون السحب قاتمة من السواد، وحين يعتريني الخوف من تلك المشاهد العظيمة حينما تكون الرسالة من رب العالمين عبر أحداث تحدث فجأة من غير إنذار؛ كأنها تقول انظر أيها الإنسان إلى شيء من عظمة الخالق سبحانه وتعالى؛ فليست إلا لحظات عابرة من رؤية حقيقة من نحن الضعفاء ومن هو رب السماء والأرض.
خلاصة المقال:
إنها آيات عظيمة من السماء تُخبرنا في عظمة الخالق لعل وعسى الرجوع للحقائق الربانية لو كانوا يعلمون حينما نتعلم أن تلك الأحداث للعبرة والتفكر، والتدبر في مخلوقات الله جل جلاله..