استيقظ هذا الصباح متأخرًا على غير العادة، نظر إلى دزينة كتبه التي أثقلت الرف أنينًا…
جر كرسيه الذي ضاق ذرعًا منه، جلس عليه بحنق المزاج المعطوب منذ بداية الصباح…
أحرق لفافة شاحبة بشفتين رماديتين، جر نفسًا بذات العنف الذي شكى منه الكرسي الراضخ تحته، نفثه كتنين متصلب الرقبة استعدادًا لتفريغ شحنة صداع الصباح…جالت عينيه من فوق نظارته فوق نصوص الصغار كصياد يصطاد فريسته بعناية، بعض هؤلاء الصغار يحتاج تقليم جناح قبل فرض الهيمنة وإتقان التحليق…
صب جام غضبه على هذا النص الرديء الذي أخجل الساحة برداءته، أرجع رأسه إلى الوراء، نظر بعمق من خلال نظارته هذه المرة، فلا مجال لأن يخطئ العظيم…
انبسطت تجاعيد جبهته رضًا وهو يتخيل ردة فعل طويل الجناح الذي قلمه للتو، تجعدت جبهته مجددًا حينما أدرك أن هذا النص مستل من نصوصه، بل هو انعكاس مشوه لصورته… انتزع بقايا الشاحبة المحترقة، سحق كبرياءه في منفضته، نهض مسرعًا إلى وسادته متظاهرًا بأن الصباح لم يأتِ بعد!
1
سلمت أناملك وزادك الله علماً ونورًا 💕أسلوب رفيع ومضمون جميل يغلفه الغموض 💞أكاد أسميها محارة في مكنونها الدر ولعل ماعنيته في رسالتك يصل للغالبية العظمى من متذوقي الجمال👌🏼